فيض الخاطر

عائلة طاحون

حمدى رزق
حمدى رزق

لقد فاضت دموع العين منى، وعجزت عن الوصول إلى زوجة العميد وائل طاحون، لأقبل رأسها، يااااه على الأمل لما ينبثق من قلب الألم، تهب الوطن ابنها (عاطف وائل طاحون) بعد أن قاست لوعة فقد الزوج، وزوج الابنة (ماجد عبد الرازق)، عائلة تقدم شهيدين وتهب الثالث، هذه السيدة الصابرة فى هذه العائلة العظيمة ترتقى للنموذج الوطنى والمثال.
عرفنا عائلات بطول تاريخ البلاد، عائلات مال وأعمال، وأصحاب أطيان، وتروى عنهم قصص وحكايات، وعنى الباحثون فى الأصول الاجتماعية برسم صورة لعائلات المحروسة العريقة، وهناك عشرات من الكتب والدراسات فى مناقب هذه العائلات، التى تركت بصمات طيبة فى حياة الوطن الغالي، ولم تبخل عليه بعلم أو مال أو بمشروعات، تحتاج إلى مجلدات لا تسعها هذه السطور.
ولكن عائلات الشهداء صنف تانى، صنف فاخر، يتفاخرون بالشهداء، سيحكى التاريخ طويلا عن عائلات الشهداء، وهذا مشروع «كتاب وطنى عظيم»، أتمنى على وزارتى الدفاع والداخلية أن توفرا نخبة من المؤلفين لإنجازه، مطلوب تسجيل مثل هذه التضحيات.
فليتوفر الباحثون على تسجيل هذا الصنف الفاخر من العائلات الوطنية، التى تجود بالشهداء، طالعنا ما تيسر من سيرة عائلات الشهداء فى الاحتفالات الرسمية والجنازات الشعبية والرسمية، ولكن التوثيق واجب مستوجب، «عصر الشهادة الثانى» فى تاريخ المصريين يستوجب توثيقًا أمينًا على أرواح الشهداء، الأرواح الطيبة تحوطنا، وعلينا أن نحوطها بالرعاية، وأن نسجل تضحياتهم عبرة لأجيال قادمة.
سيعرف القادمون أن مصر مرت بسنوات من الإرهاب، استهدف قلب الدولة الوطنية، فنفر لمواجهته طائفة من المقاتلين الأشداء، ينتمون للأسر البسيطة، والعائلات فى الريف والحضر، التقوا على قلب رجل واحد، وعلم واحد، وأنشدوا القسم، وغنوا النشيد، وطفقوا يقاتلون حتى النفس الأخير، طالبين شهادة، وكانت لهم، والنصر من عند الله.
فصل أول « عائلة طاحون «، عائلة مصرية بسيطة من أرض طيبة قدمت لوطنها شهيدين، ووهبت الأم الصابرة ولدها ليأخذ بثأر أبيه من الأعداء، وهكذا دواليك، وفصل وراء فصل، يقينًا لن تغلق دفتا الكتاب، كل يوم هناك شهيد يرتقي، وعائلة طيبة يحل ذكرها فى كتاب «عصر الشهادة الثانى»، كتاب هو الأعظم فى تاريخ هذا الوطن، وهذا الشعب، كتاب للتاريخ، للذكرى العطرة، كتاب مدون بدم الشهداء، يفوح من طياته عطر الأحباب.