فى الصميم

بقاء الانقسام هو الخيانة!!

جـلال عـارف
جـلال عـارف

لا ننتظر خيرا من مبادرة يطلقها نتنياهو مع ترامب. لا يأتى السلام من طريق بدأ بإطلاق يد إسرائيل فى تهويد القدس أو التعامل مع الاستيطان باعتباره عملا خيريا ترعاه واشنطن وليس احتلالا مرفوضا ومدانا فى كل القوانين والقرارات الدولية!!
لكن ذلك لا يمنع من  ترقب التفاصيل التى ستعلن، ومحاولة كشف ما يختبئ وراءها من مخططات إضافية لتحقيق الهدف الذى أصبح واضحا وهو تصفية القضية الفلسطينية فى ظروف يمر بها العالم العربى بفترة صعبة فى تاريخه، وتدفع فيها فلسطين ثمن أخطاء الجميع وفى مقدمتها خطأ أو خطيئة الانقسام الذى قصم ظهر حركة التحرر وبدد تضحيات الشعب الصامد منذ النكبة.
ردود الفعل المتوقعة دوليا وعربيا لن يكون لها تأثير جاد إلا إذا استندت على موقف فلسطينى موحد لا يكتفى ببيانات الشجب والتنديد، ولا بقرارات تسجيل المواقف والاكتفاء بإعلان الرفض أو حتى تقديم المزيد من التضحيات التى يضيعها غياب  الرؤية وانقسام الصفوف.
الخطوة الأساسية المطلوبة الآن، وبدون مساومات أو تأخير، هى إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية فورا وبلا شروط. أى خطوة دون ذلك هى إقرار بالهزيمة واستسلام للمؤامرة، وربما المشاركة فيها!!
لا وقت للف والدوران، ولا مجال لوضع مصلحة هذا الفصيل أو ذاك قبل مصلحة الوطن الذى تتعرض قضيته لأفدح الأخطار التى واجهها.
المطلوب قرار من «حماس» بتسليم مقاليد الأمور فى غزة للحكومة الفلسطينية بلا شروط، وقرار من الرئيس الفلسطينى بتطبيق اتفاقيات القاهرة لإنهاء الانقسام، وتوافق فورى بين كل الفصائل الفلسطينية على توحيد الصفوف ووحدة القرار، والالتفاف حول برنامج ملزم للجميع من أجل المواجهة.
بقاء الانقسام الآن هو فعل خيانة لا يغتفر.