أحلام مصرية جداً

الكورونا.. أحد نتائج التلوث البيئى

نهاد عرفة
نهاد عرفة

التلوث البيئى أحد أهم مساوئ الثورة الصناعية أخطر من الحروب والصراعات والانقسامات، كل عام تأتى إلينا الأخبار بانتشار مرض جديد، أسماء مختلفة كلها لأمراض قاتلة لم تكن معروفة من قبل، يساعد على انتشارها بسرعة البرق وسائل التنقل السريعة من بلد لآخر حول العالم، ليبدأ علينا العام الجديد بالكورونا، اسم مرض قاتل اجتاح الصين وانتشر بسرعة البرق ليحصد مايقرب من سبعين ينتقل بين الأشخاص قتيلاً وإصابة ألفين آخرين، ورغم الاحتياطات التى اتخذتها الصين لعدم انتقال المرض، والاحتياطات التى اتخذتها دول العالم حتى لا يصل إليها المرض، سجلت كندا منذ أيام أول حالة إصابة بالمرض، وتم التأكيد على وجود هذا المرض فى دول أخرى مثل هونج كونج واليابان وسنغافورة وكوريا الجنوبية وتايلاند والولايات المتحدة وفيتنام ونيبال، وانشغل العالم بالسؤال،من أين تأتى هذه الأمراض وما أسبابها، ولم يفكر أحد سوى علماء البيئة الذين ربطوا بين انتشارها وبين التلوث البيئى والتغيرات البيئية والمناخية التى تجتاح الأرض من فقدان الغابات وبناء الطرق والسدود والتنقيب عن المعادن وتلوث المياه الجوفية والساحلية، وتمدد المدن والزراعات الخاطئة والحرائق والكثير من السلوكيات التى تعزز نمو كائنات ممرضة تنتقل بسرعة البرق إلى الإنسان. تعزيز إجراءات عدم انتقال المرض رغم أهميتها، بدون البحث عن الأسباب وتلافيها لن تمنع انتشاره، لأنه ينتقل بين البشر حتى قبل ظهور الأعراض ! والأكثر إثارة للفزع من الكورونا، أن أعراضه تتشابه مع نزلات البرد والإنفلونزا العادية، ثم يتطور سريعاً ليسبب السعال والحمى والالتهاب الرئوى الحاد، ولم تنجح معه أدوية الإنفلونزا العادية والمضادات الحيوية مهما كانت قوتها، ويعتمد الشفاء منه على المناعة القوية من الشخص المصاب به. مصدر القلق، كما تشير منظمة الصحة العالمية، أنه يصعب تحديد الأعداد المصابة به ومدى انتقالها بين الناس لتشابهه مع نزلات البرد العادية. التلوث والتغيرات المناخية تجلب لنا الكوارث وتؤثر على كوكب الأرض ومن يعيشون عليه، التدهور البيئى وتلوث الهواء والتخلص من النفايات استفدت طبقة الأوزون وأثرت على الأكسجين الذى نستنشقه على مدى عقود طويلة، الكوارث الطبيعية من الحرائق والأعاصير والفيضانات إنذار لنا ولكوكبنا بالخطر، البحث عن العلاج الحقيقى أهم من محاصرته، المشكلة الحقيقية أنه إذا أهملنا الأرض وما أنعم به الله علينا، حطَت علينا الكوارث وفوق رءوسنا.