أفريقيا التي نريدها

د. ماريان جرجس
د. ماريان جرجس

بقلم: د. ماريان جرجس

 

تٌولد البدايات من رحم النهايات، فلم يكٌن عام 2019 عامًا مثمرًا بالانجازات المصرية في الاتحاد الإفريقي فحسب، بل كان بداية لخارطة طريق  ترسمها مصر على وجه القارة السمراء.

 

وعلى الرغٌم من حرب الوجود التي تخوضها مصر، لم تتوان عن إثراء قارتنا الأم بكثير من الانجازات، كان الرئيس منصفًا في كل المحافل الدولية، يسلط الضوء على التحديات التي تواجه القارة ويحٌث المجتمع الدولي  لدعم دول القارة لمواجهة تحديات عدة؛ منها البطالة وتغيير المُناخ والهجرة ومحاربة الفقر والأمراض المتوطنة خاصة في ظل تزايد حدة التوترات التجارة العالمية وتباطؤ الاقتصاد العالمي.


نٌسلم رئاسة الاتحاد الإفريقي  بعد فترة قليلة، ولكن برؤية واضحة وأساس رصين، لمواجهة تلك التحديات وكأن مصر تسلم مخطوطات وخرائط  سرية  لقارتنا الأم تساعدها على استكمال ما بدأته مصر من مجهودات.


وعلى رأس تلك المجهودات، الاهتمام بمشروعات البنية التحتية، انطلاقا من رؤية مصر بأن مشروعات البنية التحتية  هي التي من شأنها أن تغيير وجه القارة بأكمله، منها مشاريع الربط الكهربائي الذي تتولى مصر ريادته، بناءً على طلب وكالة الاتحاد الإفريقى للتنمية " نيباد" فضلا عن تطوير البنية التحتية أيضًا في مجالات الاتصالات والنقل وتكنولوجيا المعلومات مما سيسمح بالاندماج الاقتصادي القاري  ويزيد من فرص الاستثمار بها،  وخلق سوق إفريقي موحد للطاقة لخلق 50 مليون فرصة عمل  لمجابهة نسب البطالة المتوقع زيادتها بحلول عام 2050م في إفريقيا .

 

أما عن الدعم المُتاخ للتحول الرقمي،وتزامنًا مع رئاسة مصر للاتحاد ، أكد البنك الدولي تخصيص 25 مليار دولارًا للتحول الرقمي على مدار العشر سنوات القادمة و57 مليار دولارًا  لمشروعات البنية الأساسية على مدار الثلاث سنوات القادمة.

 

أمَا عن تغيير المُناخ، ولأن أفريقيا تعُد أكثر القارات تأثرًا، فمن المتوقع أن يتعرض ما بين 75 و 250 مليون شخص إلى زيادة الإجهاد المائي وتخفيض  عوائد الزراعة المعتمد على الأمطار بنسبة تصل إلى 50 في المائة.  

 

وقد يتعرض أكثر من 50 في المائة من سكان القارة لخطر نقص التغذية ، لذا أكد الرئيس على أهمية مجابهة تلك الظاهرة  على هامش أعمال الدورة الـ 74 لأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة .


 
أما على الصعيد الأمني ونخص بالذكر مبادرة إسكات البنادق 2020 والتي أقرها مجلس الأمن الدولي بقرار رقم 2457 من أجل أفريقيا أكثر أمنًا، وربما سيكون لدى جنوب إفريقيا - خليفة مصر في رئاسة الاتحاد الإفريقي- آليات واضحة لتحقيق أهداف تلك المبادرة.

 

وعلى الصعيد الاجتماعي والثقافي والديني أيضًا، حرصت مصر أن تجعل جسور التواصل ممتدة، حيث حرصت مصر على استضافة السينما الإفريقية و إرسال الدعاة والأطباء رسل سلام إلى كل الدول الإفريقية .

 

"نحن متواجدون دائمًا ..للحوار والنقاش مع أشقائنا  الأفارقة دون سطو على صلاحيات من يخلفنا في رئاسة الاتحاد "  هكذا كلل الرئيس بكلماته تلك، اقتراب انتهاء فترة رئاستنا للاتحاد الإفريقي .