بدون تردد

ماذا جرى فى ٢٥ يناير ؟! «١»

محمد بركات
محمد بركات

أكثر ما يلفت الانتباه فى المشهد السياسى الحالى، بعد مرور تسع سنوات على ما جرى وما كان من أحداث جسام فى «الخامس والعشرين من يناير ٢٠١١»، هو ذلك اللغط الدائر والخلاف القائم حاليا ومنذ فترة ليست بالقصيرة، حول طبيعة وكنه ما حدث فى ذلك التاريخ.


هذا اللغط وذلك الخلاف يتمحور حول، ما إذا كانت تلك الأحداث التى جرت «ثورة»، أم أنها كانت مجرد انتفاضة رافضة لبعض ما كان قائما،..، حتى ولو أدت تطوراتها وتفاعلاتها الى إسقاط وتغيير النظام والسلطة وأنشأت وضعا جديدا يختلف عن سابقه.


وفى يقينى أن هذا الجدل سيظل قائما ومحتدما لفترة ليست بالقريبة، ولن ينتهى أو يتم وضع حد له قبل ظهور واعلان الحقائق الكاملة، المتعلقة بما جرى ووقع فى مجمله وتفاصيله، وبكل ما سبقه من مقدمات مهدت له ودفعت اليه، وما جرى فيه من وقائع وما نجم عنه من آثار.


وفى اعتقادى أن جلاء هذا الأمر على أهميته، يتطلب الشفافية الكاملة، دون ستر متعمد أو إغفال غير متعمد، لمواقف أو تحركات كل الأطراف والقوى والجماعات والشخصيات، التى شاركت بالفعل أو الترتيب أو الإعداد أو التخطيط  لما جرى وما كان، قبل وخلال وبعد الحدث الجسيم،..، وصولا إلى ثورة «الثلاثين من يونيو ٢٠١٣» .. وإلى أن يتم هذا الجلاء المطلوب والواجب والضرورى،..، سيستمر الجدل ويستمر الخلاف فى المواقف والاختلاف فى القناعات والرؤى، وسيظل هناك من يرون فيما حدث فى الخاس والعشرين من يناير ٢٠١١ ثورة كاملة الاركان، ومن يرونها انتفاضة شبابية طاهرة هبت اعتراضا على بعض ما كان قائما،..، ثم تم اختطافها من جانب الإخوان.


بينما هناك من يرونها ليست بثورة ولا انتفاضة، بل كانت مؤامرة دبرتها ورتبت لها قوى الشر الإقليمية والدولية، بالاتفاق مع الجماعة الإرهابية، سعيا للاستيلاء على السلطة، فى إطار مخطط أوسع يشمل المنطقة العربية كلها، يهدف لإسقاط الأنظمة والدول وإعادة رسم خريطة المنطقة من جديد.
«وللحديث بقية»