بكل الحب

أبناء فى مهب الريح

نجوى عويس
نجوى عويس

تلقيت أمس مكالمة من سيدة مصرية فى آواخر العقد الثالث من عمرها.. قالت إنها حصلت على رقمى من أحد زملائى بالجريدة، الذى طلب منى سماع مشكلتها وتقديم يد العون لها ولو حتى بالرأى.. بدأت حديثها بأنها زوجة منذ 12 عاما، لديها طفلان، الكبير 11 عاما والآخر عشر سنوات.. عاشت منها عشر سنوات مع زوج محب عطوف وحنون علىّ وعلى أبنائه.. أما فى السنتين الأخيرتين تحول الزوج إلى شخصية مختلفة، بدأ يعتدى عليها بالضرب ويسبها بأفظع السباب.. أضافت قائلة تحملت كثيرا فهو فى كل مرة يطلب منى العفو وأن أسامحه على ما قام به.. لكن للأسف كانت عتداءاته متكررة معى، حتى أنه فى هذه المرة تجاوز اعتدائه حد الإنسانية وضربنى بقسوة أمام مربية المنزل.. نصحتنى جارتى التى سمعت سبه لى بأفظع الشتائم التى يمكن أن يتلفظ بها زوج بضرورة اللجوء إلى الشرطة لإثبات اعتداءاته الصارخة وآثارها البالغة عليها والتى لم يردعه عنها حتى قسم الشرطة نفسه..
ومنذ أيام ولأسباب تافهة لا تستحق اعتداءه أمام طفليهما اللذين أخذا يصرخان متوسلين إلى والدهما لترك أمهما وهى ملقاة على الأرض فى حالة إعياء كامل حتى أنها لا تستطيع التنفس.. وعندما سألتها لماذا لم تتوجهى لقسم الشرطة الذى يمكنك من الحصول على حقك من هذا الرجل غير الطبيعى.. قالت أشفقت على أبنائى أن أتسبب فى سجن أبيهما من حرمانهما منه لو أن الشرطة قبضت عليه وتصبح نقطة سوداء فى حياتهما.. وعندما سألتها عن أسرتها فأوضحت أن رجال عائلتها ليسوا متواجدين فهم يعملون خارج البلاد.. لذلك يشعر هذا الأب أنه لا يوجد لديها أحد يردعه ويتصدى له ضد هذه التجاوزات والاعتداءات الصارخة التى حولت حياة الزوجة والأبناء إلى أسرة تعيسة بائسة.. طلبت منها السعى فى إقناعه وديا بترك المنزل لفترة حتى تهدأ النفوس وينسى الأطفال الصورة الشرسة التى اعتادوا أن يروا الأب عليها وهو يعتدى على والدتهما.. وأن تتخذ قرارها فى هدوء.. ووعدتها بالمساعدة فى الاتصال بأحد رجال القانون المتخصصين فى الأحوال الشخصية ليوضح لها البنود التى أدخلت على قانون الأحوال الشخصية التى تنصف الزوجه وأبناءها.

 

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي