بين الناس

ملحمة غيرت مجرى التاريخ

أحمد مجدى أبو طالب
أحمد مجدى أبو طالب

تسع سنوات مرت على أحداث ثورة هى الأعظم فى تاريخ المصريين، كان التوجه العام سلمياً ولكنه تبدل ببعض المصادمات وإطلاق نار على المتظاهرين، آمال عظيمة عقدها المصريون على الثورة التى نجحت فى بدايتها ولكن سرعان ما تحول هذا النجاح إلى فشل ممزوج بأمل تحول إلى ألم وتبدلت الفرحة التى شعر بها الناس إلى كآبة وحزن، فقد رسمت الثورة فى بدايتها أعظم سبل التفاؤل إذ بدت كوردة جميلة تزين النفوس المتعطشة إلى غدٍ أفضل للمصريين حتى خطفها أصحاب النفوس الدنيئة لم يكن المحتشدون بالميدان بالطبع طيفاً واحداً بل كانوا ابناء أحياء ممزوجة بالرقى والحس الشعبى اختلطت جميعها فى نسيج واحد وصوت يهتف بأنشودة الحرية وأنغام العدالة.
 واستطيع القول بأن انتفاضة المصريين كانت انتفاضة إصلاحية سقفها الأقصى إصلاح الدولة وإجهاض مخطط التوريث وانتشال جسد ظل الدود ينخر فى احشائه وحققت بالفعل تلك الانتفاضة بعد أيام قليلة من أندلاعها أهدافها أبرزها الإطاحة بجبروت حاكم ظل جاثماً على صدورنا ثلاثين عاماً.
مضت بالطبع أيام يناير ولكنها لم تغب لأنها مازالت طريق مصر للتغيير، فقد نجح حراك يناير فى خلخلة البنية الأساسية لمصر وأحدثت إنجازاً إنسانياً فريداً كسر الناس من خلاله حاجز الخوف مدركين أنهم يستطيعون إسقاط حاكم ظالم إذا قرروا ذلك واجتمعوا عليه، فقد صدق المصريون انفسهم واستطاعوا فرض إرادتهم وكسر صمت رهيب ظل كاتماً على الصدور وواقع الحال أن ثورة يناير هى لحظة انفجار تراكم أحداث صغيرة وكبيرة بدأت منذ سنوات كثيرة وفتحت بابا واسعاً نحو التحرر والاستقلال.
وثورة يناير مثلها مثل الثورات الكبرى إذ حققت بعض أهدافها وتبقى أهداف أخرى لم يتم تحقيقها ولكن عرفت تلك الثورة الشعب المصرى وأدرك العالم قيمة ما قام به المصريون بل انبهروا بما حدث متيقنين بأن مصر بها شعب قادر على التصدى لأى عدو.
 شعب يستطيع رفعة شأن مصر بين الدول، ويتبقى القول بأن ملحمة يناير نقطة فاصلة فى تاريخ المصريين فهى تعد ثورة شعبية تضافرت فيها كل الأطياف وتوحدت خلالها المطالب والنداءات والأهداف، فهى ثورة مجيدة غيرت مجرى التاريخ المصرى إلى مستقبل مزهر.