عين على الحدث

هل تستجيب واشنطن لطلب العراق بالانسحاب

آمال المغربى
آمال المغربى

بعد أن ألغى البرلمان العِراقى شرعية الوجود الأمريكى.. وطالب مقتدى الصدر زعيم كتلة «سائرون» فى البرلمان، بأن يكون الطرد مذِلا.. يأتى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ويعلن فى مؤتمره الصحفى الذى عقده فى منتدى «دافوس» بعد لقائه مع الرئيس العِراقى برهم صالح ان العلاقات الأمريكية العراقية بأنها «فى أفضل حال».
لقاء ترامب وصالح هو الأول بين الرئيسين منذ اغتيال واشنطن لقاسم سليمانى قائد فيلق القدس فى الحرس الثورى الإيرانى وأبو مهدى المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبى فى العراق فى بغداد، ويأتى بعد تصويت البرلمان العراقى على تفويض الحكومة إنهاء تواجد القوات الأجنبية فى البلاد، بما فى ذلك نحو 5200 جندى أمريكي. جاء قرار البرلمان بعد تزايد التوتر بين العراق وواشنطن بعد ارتفاع منسوبه بين واشنطن وطهران على الأراضى العراقية بعد الضربة الأمريكية والرد الصاروخى الإيرانى الذى استهدف قاعدتين تستخدمهما القوات الأمريكية فى العراق.
وكان عبد المهدى ابلغ جميع الدول التى تمتلك قوات عسكرية فى العراق (بريطانيا، فرنسا، بلجيكا، الدنمارك، أمريكا وغيرها) بضرورة الانسحاب الفوري. وحتى اليوم لم تستجب أى دولة للطلب العراقي، فى الوقت الذى رفضت أمريكا الطلب كليا ووصفه وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو بأنه «غير ملزم»، وقامت واشنطن بممارسة ضغوط هائلة على الحكومة العراقية كالتلويح بالعقوبات لحمل الحكومة على عدم تنفيذ القرار.. وعلى الرغم من أن واشنطن نفت على أرفع المستويات وجود أى خطط للانسحاب من العراق، إلا أنها أخلت مواقع غير حصينة شمال العاصمة العراقية، ونقلت جنودا ومعدات إلى قواعد عسكرية، فى مناطق سنية وكردية، استعدادا لمرحلة جديدة من المواجهة مع القوى الموالية لإيران بالعراق من الشيعة الذين يمثلون 66 % من سكان العراق.
ويأتى انعدام الثقة بين حكومة العراق وواشنطن فى وقت حساس للغاية، إذ تشهد مناطق جنوب العراق ذات الغالبية الشيعية منذ أشهر موجة احتجاجات مناهضة للحكومة، وضد النفوذ الإيراني.. على الجانب الآخر يسعى العراقيون السنّة المتوجّسون من تمدد النفوذ الإيرانى فى بلادهم إلى الحشد لإبقاء القوات الأمريكية فى العراق.. ويعتبر السنة والأكراد وغيرهم الأقليات فى العراق أن أمريكا تخلق توازنا مع السياسيين الشيعة الذين يسيطرون على الحكومة.
ويرى محللون أنه فى حال قررت الحكومة العراقية المضى فى قرار إنهاء تواجد القوات الأجنبية، قد يسعى السنة إلى منطقة حكم ذاتي، على غرار إقليم كردستان العراق الشمالى وقد تساعدهم واشنطن لتحقيق هذا المطلب نكاية فى الشيعة وايران وتمهيدا لتمزيق العراق وتقسيمه والذى يسعى اليه ترامب !!