زوجة الشهيد محمد وحيد: مصر تغيرت للأحسن بفضل تضحيات الشهداء

زوجة الشهيد محمد وحيد
زوجة الشهيد محمد وحيد

نقف أحيانا عاجزين لا نستطيع النطق أمام بطولات بعض الأشخاص، أبطال تركوا وراءهم سمعة وذكرى طيبة، تطيب المجالس بذكرها، من هؤلاء الأبطال البطل المقدم محمد وحيد ابن محافظة المنيا، والذى استشهد فى حادث الواحات الشهير.


سمع أغلبنا كيف كانت بطولاته.. إلا أن البعض ما زال يجهل جانبه الإنسانى.. وكيف كانت حياة البطل محمد وحيد، وعلى ماذا ربى أولاده؟.. هذا ما تحكيه زوجته ريم فى السطور القادمة.


< ما الذى تمناه الشهيد قبل وفاته.. وما الصورة التى تمنى أن يرى فيها مصر؟


- بالتأكيد كل ما تمناه المصريون وعلى رأسهم الشهيد محمد وحيد هو رؤية مصر فى أكمل صورها وأن تعود مصر الى سابق عهدها فى التنمية، وأن تنتشر المشروعات الضخمة فى كل انحاء مصر.


والحمدلله تحقق ذلك ولكن بثمن غال وهى دماء الشهداء، ذلك ما كان يتمناه قبل وفاته، بل أصر دائما على أن يظهر مصر فى عيوننا بأفضل صورة.. وذلك ما سعى إليه فى تعليمه لأبنائه.. وذلك ما أسعى إليه خلال الأيام القادمة أيضا لإكمال مسيرته.


< وبعد أكثر من ٦ سنوات من محاربة الإرهاب.. كيف ترين مصر حاليا؟


- بالطبع مصر تغيرت للأحسن، فنحن الآن نشاهد مشروعات ضخمة فى الطرق والاسكان والخدمات بشكل عام، وعادت السياحة مرة أخرى، وأصبحت مصر دولة لها مكانتها الاقليمة والدولية.


< ما أهم صفات الشهيد.. وكيف كانت حياته معك؟


- كان وحيد جميلا فى كل صفاته يحمل بداخله حبا عظيما لوطنه.. لم يكن إنسانا عاديا، لقد كان مختلفا، كلما نظرت فى عينيه رأيت فيها ما لم أره فى اى إنسان آخر وطالما اخبرنى بكلمات شعرت فيها كم كنت سعيدة الحظ عندما تزوجت من رجل مثله فدائما ما كنت اخبره عقب كل مهمة له أنه مرهق ووجهه تظهر عليه علامات التعب ولا يستطيع النوم.. وكان رده دائما مش مهم أنا، المهم الناس تعرف تنام.. وطلبت منه أكثر من مرة أن يكتفى بعمله الذى قدمه، وأن يبدأ حياة جديدة مليئة بالراحة وسط أسرته، ولكنه دائما ما كان يخبرنى بأنه لن يستطيع فعل ذلك، وأنه لا يستطيع ترك مصر وواجبه نحوها.


< ما أهم التعاليم التى تعلميتها منه؟


- تعلمت معنى الوطنية منه فكان خبيرا بكل بطولات المصريين من قبل وكان يسعى دائما الى تعليم ابنائه معالم البلد، وايضا اصطحبهم الى العديد من الأماكن مثل متحف الطيران وسيناء وقناة السويس ليحكى لهم بطولات مصرنا الغالية.


< كيف كانت علاقته مع أولاده؟


- أصر أن يعلم ابناءه أحمد وجودى العفة وحب الوطن، زرع فيهما حب مصر فى كل خطوة كان يخطوها معهما، فكلما كان يتم تجديد أحد الشوارع أو إصلاح اى شىء من المبانى التى خربت، يدعوهما ويحكى لهما هذا الانجاز، أتذكر اصطحابه لنا فى رحلة لقناة السويس، ليحكى لنا عن بطولات الجيش المصرى فى حرب ٧٣ وكذلك رحلات عدة الى سيناء ليحكى تلك الانجازات التى قدمها ابطال مصر.


وكان كثيرا يصطحبنى إلى أحد الاماكن على كورنيش النيل، ويبدأ فى تشغيل الموسيقى والأغانى القديمة مثل أم كلثوم، لنجلس فى حالة من الصفاء والسلام النفسى، ويحكى للنيل كل همومه ويشعر بعدها بالتحسن.. فكانت هذه هى حياته، إنسان بسيط لا يعرف إلا عمله واسرته، وكان شديد البر بوالديه، حتى إنه أوصى بدفنه بجوار والدته.


وخلال إحدى زياراته إلى إيطاليا، ورغم روعة المناظر هناك؛ إلا أنه لم يكن سعيدا، وأخبرنى أنه يتمنى أن تصبح مصر بهذا الجمال وهذه الاعداد من السياح.


< كيف كانت آخر أيامه قبل استشهاده؟


- كان قد وصل قبل استشهاده بحوالى ٤٠ يوما من الحج، وعلى جبل عرفات سألت الرحمن أن يحفظه وان يطيل فى عمره، إلا أننى علمت بعد ذلك من صديقه المقرب ضابط فى القوات الجوية إنه دعا فى نفس الوقت بأن ينال الشهادة، وبالفعل استجاب الله له، واستشهد فى خلال ٤٠ يوما من دعوته اثناء الحج. 


< كيف كان يرى عمله؟


- مازلت اتذكر كيف كان يحفظ كل شبر فى مصرنا الغالية، وليس ذلك فقط بل يعرف أيضا كل افراد الجماعات الارهابية، حتى عندما تظهر صور لهم على شاشات التليفزيون، يخبرنى بأن ذلك الشخص ارتكب هذه الجريمة، أو أنه المسئول عن تخطيط لعمل ارهابى ما.. وكان حلم حياته القبض على الإرهابى هشام عشماوى، واتذكر احدى مقولاته وهى «أنا بنزل كل يوم من بيتى علشان اكفى الناس شر الراجل ده». 


وكان دائما يقول إننا لا نجد اختيارا إلا أن نظل نبنى فى مصرنا ونطور امكانياتنا، ونحارب الارهاب والقوى التى تستهدف بلدنا.