صور| «فن الطهي».. مبادرة لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة بأسوان

فن الطهي.. مبادرة لتعليم ذوى الإحتياجات حرفة لسوق العمل| صور
فن الطهي.. مبادرة لتعليم ذوى الإحتياجات حرفة لسوق العمل| صور

قدرات كامنة يمتلكها ذوي الاحتياجات الخاصة تحتاج لمن يؤمن بها وينقب عنها ويثقلها ويخرجها للنور، لتتحول هذه القدرات الكامنة إلى مصدر دخل قومى للوطن، وتعين أصحابها من ذوي الاحتياجات على المضى في الحياة باستقلالية دون الاعتماد على أحد، فضلا عن أن ذلك سيزيح عبئا ثقيلا عن كاهل ذويهم سواء كانوا مسنين أم فى منتصف العمر.

وقد آمن بهذه القدرات ولاء أحمد علي، أخصائية تخاطب، بعد أن استشعرت من خلال عملها واحتكاكها اليومى بالكثير من ذوي الاحتياجات بقدرتهم على تعلم حرفة أو صنعة إذا ما أتيحت لهم الفرصة والتدريب المناسب، وعرضت فكرتها على المسئول عن مركز التدريب الحرفى للمعاقين بأسوان، فما كان منه إلا تأييد الفكرة والسعي في تنفيذها، لتبدأ أول مبادرة لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة فن الطهى وتقديم الطعام.

وبدأت خطوات تنفيذ المبادرة كما تقول الأخصائية ولاء، في عقد لقاءات مع عدد من ذوى الاحتياجات وأسرهم لاستطلاع هواياتهم وقدراتهم، بالإضافة إلى القائمين على التدريب ومسئولي المركز، وتم اختيار 13 متدربا ومتدربة لتدريبهم على ذلك بالمجان، ممن لديه موهبة ورغبة فى تعليم فنون الطهى وإعداد الأطعمة والحلوى، منهم 8 متدربين من الصم والبكم و4 من متلازمة داون وآخر من ذوي الإعاقة، لتبدأ أعمال تعلم فنون المطبخ المختلفة، في مطبخ صغير ملحق بمركز التدريب الحرفي.

وقالت ولاء أحمد، إن هذه المبادرة هى الأولى من نوعها على مستوى صعيد مصر، في تخصص تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة الطهي وفنون المطبخ خلال الفئة العمرية من 12 وحتى 30 سنة، وعن سير عملية التعلم، موضحة أنها واجهت صعوبات بسيطة خلال فترة تنفيذ المبادرة التى استمرت لمدة 3 أشهر، ومنها ضآلة الدعم المادى للمبادرة مما أدى لقيامها بشراء بعض مستلزمات التدريب والطهى على نفقتها الخاصة.

وألمحت أن الأطفال تدربوا أيضاً على وسائل الأمان في المطبخ نظراً لخطورة تعامل هؤلاء الصغار من ذوي الاحتياجات الخاصة مع إشعال البوتاجاز واستخدام السكين والأجهزة الكهربائية وما شابه ذلك.
 
وفى لقاء مع بعض المتدربين قال مصطفى محمد علي، من ذوى الإعاقة، إنه أحب الطهى كثيراً خاصة بعد العناية التى شهدها منذ مجيئه للمركز، واستلامه الملابس الخاصة بالتدريب وهى عبارة عن "بالطو" أبيض اللون وغطاء للرأس و"جوانتى" لليدين.

وقال إنه يتمنى أن يصبح شيفاً مشهوراً مثل من يشاهدهم على شاشة التليفزيون، موضحاً بأنه تعلم إعداد بعض الآكلات علاوة على تعليمه التعامل مع المطبخ في إشعال البوتاجاز واستخدام السكين وغسيل الأطباق والاهتمام بنظافة الأوانى المستخدمة والمطبخ أيضا.

وقالت دنيا إبراهيم عبد القادر، من ذوي الإعاقة، أنها أحبت المطبخ كثيراً بعد اشتراكها في التدريب، وتتمنى أن يكون لها مطعم صغير تقدم من خلاله الأطعمة والحلويات الشرقية التى تشتهر بها أسوان للسياح وزوار أسوان.

وعلقت: "أنا بحب الشيف ولاء لأنى تعلمت منها حاجات كتير"، مضيفة أنها تعلمت إعداد كثير من الأطعمة مثل "البيتزا - والمكرونة الباشميل - والتورتة - والكيكة - والأرز باللبن"، لافتةً إلى أنها كانت لا تستطيع ارتداء البالطو بمفردها في بداية حضورها للتدريب ولكن مع الوقت اعتادت على ارتداءه دون مساعدة من أحد.