يحدث فى مصر الآن..

الدعم بين النقدى والعينى

يوسف القعيد
يوسف القعيد

أخبار كثيرة تنشر عن أن الحكومة تقوم بعمل دراسات لموضوع قديم يتجدد. وهو موضوع الدعم. الأرقام ضخمة. ربما كانت فلكية. والمشكلة ليست وليدة اللحظة. لكننا توارثناها من أزمنة سابقة. وأنها أجلت أكثر من مرة. وأن من سبقونا تركوا حلها لمن سيأتون بعدهم. لكن إلى متى يتم التأجيل ولابد من موقف حاسم؟.
قبل الدخول لدهاليز الحكاية. أجدنى مضطراً لأن أحتمى بموقفى القديم والجديد وربما المستقبلى. أننى أميل للإبقاء على الدعم النقدى. رغم عيوبه الكثيرة ومشاكله. ولكنى أستند للمثل الشعبى الذى يقول: "اللى تعرفه أحسن من اللى ما تعرفوش" ربما أستريح لمعلوم أعرفه له عيوبه. عن مجهول ربما لا أعرف حجم المشاكل الناتجة عن تنفيذه.
منذ شهور قامت وزارة التموين بإلغاء عدد كبير من البطاقات. تعدت المليون. بناء على دراسات أجرتها. ومقاييس اعتمدت عليها. مثل ملكية الأسرة لرخصة سيارة أو السكن فى مساكن تمليك. وقد تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسى، وطالب المسئولين بمراجعة ما تم اتخاذه من إجراءات الإلغاء. وبناء على تدخل الرئيس عادت أسر كثيرة للتموين مرة أخرى. وهذا معناه أن الموضوع يحتاج لمزيد من الدراسات قبل التوصل لقرار نهائى أو مؤقت بالنسبة للدعم.
وهذا معناه أنه قبل الإقدام على إجراء. لا يجب الاكتفاء بمناقشات الغرف المغلقة. ولا المكاتب المتخصصة. ولا الجامعات. ولا مراكز البحوث والدراسات. لكن لابد من حوار مجتمعى واسع لا يستبعد أى فئة من الفئات. وكلمة الحوار المجتمعى كلمة جميلة وتشعر الإنسان بالإطمئنان. لكن المشكلة أننا لا توجد لدينا آلية للقيام بمثل هذا الحوار. خصوصاً عندما يتصل بمشكلة مثل الدعم. ومع هذا أرجو ألا يفهم من كلامى أننى أريد تجاوز الحوار المجتمعى. لابد منه. لكن القضية كيف نقوم به؟ وكيف يوصلنا إلى أنسب الحلول؟ ولا أقول أدقها ولا أصدقها. فربما كانت من مستحيلات أيامنا. لكن أنسب الحلول ربما كانت الكلمة الأنسب.
الكلام عن بطاقات التموين فتح الكلام عن نقاط الخبز. وهو نظام مستحدث تعيش عليه ملايين الأسر المصرية. خاصة الفقراء وأبناء الطبقة الوسطى. وأصبح الآن أحد ثوابت حياتهم. والاستغناء عنه ربما كان مستحيلاً. ارتبطت نقاط الخبز ببطاقات التموين. فهل سيعنى الاقتراب من الدعم العينى وتحويله لدعم نقدى، أن نقاط الخبز ستدخل فيه؟ أم أنها ستظل كما هى؟.
حالات كثيرة من العائلات التى تعرضت للانفصال ـ والعياذ بالله ـ ما هو موقف الأسرة التى تركها عائلها؟ والبطاقة تكون باسمه عادة. هل سيتم عمل حساب أوضاعها عند التحول من الدعم العينى إلى الدعم النقدى؟ المسألة أكثر تعقيداً من النظر الخارجى. وكل الاعتبارات لابد أن توضع تحت متخذى القرار. والجهات التى ستنفذ القرار.
لا يجب تجاهل فئة هم أصحاب محلات بقالات التموين. فكثير من محلات البقالات الصغيرة ربما لا تعمل إلا فى توزيع المواد التموينية. وإعادة النظر فى الدعم العينى وتحويله لدعم نقدى تتطلب وضعهم فى الاعتبار. وإعادة تكييف أوضاعهم التى يجب عليهم القيام بها. ومساعدتهم على ذلك مهم.
حصول عائل الأسرة على الدعم النقدى لا يعنى وصوله للعائلة.