فى الصميم

حتى تكتمل هزيمة النازية

جـلال عـارف
جـلال عـارف

أن يذهب عدد من زعماء العالم للمشاركة فى ذكرى مرور ٧٥ عاما على جريمة الهولوكست شىء.. وأن تحاول اسرائيل استغلال المناسبة لتبرير جرائمها ضد الشعب الفلسطينى والتمهيد للاستيلاء على المزيد من الاراضى الفلسطينية والعربية شىء آخر.
العكس هو الواجب والمطلوب.. ومثلما يدين العالم كله جرائم النازية ضد كل شعوب العالم بما فيها الجريمة البشعة ضد اليهود «الهولوكست» فإنه مطالب بالوقوف ضد كل الجرائم التى ارتكبت ومازالت ضد شعب فلسطين. والتمسك بقرارات الشرعية الدولية بإنهاء الاحتلال وعدم شرعية المستوطنات، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود ٦٧ وعاصمتها القدس العربية.
سيطرة اليمين العنصرى فى إسرائيل، والتأييد الأمريكى غير المسبوق، يجعلان من المناسبة فرصة للمزايدة خاصة فى موسم انتخابى يتم فيه حشد الاصوات بأى طريقة. الهدف هذه المرة هو ضم منطقة غور الأردن التى تمثل ثلث مساحة الضفة الغربية إلى إسرائيل، والضغط على الإدارة الامريكية لاستصدار تصريح يؤيد ذلك على غرار ما حدث بالنسبة للقدس ولمرتفعات الجولان!!
الإدارة الامريكة لم تستجب حتى الآن، وطلبت انتظار إعلان مشروعها الذى تسميه «صفقة القرن» أو ما تبقى منه، مع التلويح بأن اسرائيل قد تجد فيه الأفضل!! والسلطة الفلسطينية التى رفضت «الصفقة» من الأصل ترسل تحذيراتها من استغلال مناسبة ذكرى «الهولوكست» لإخفاء الوجه الحقيقى لإسرائيل كدولة احتلال، أو لتمرير مخططات جديدة ضد شعب فلسطين هى أيضا جرائم ضد الانسانية.
 الرئيس الفرنسى «ماكرون» والرئيس الروسى «بوتين» حرصا على أن تشمل زيارتهما بهذه المناسبة اللقاء مع الرئيس الفلسطينى أبو مازن فى «رام الله» لعلها إشارة إلى أن تدافع الاحداث لا ينبغى أن يكون على حساب القضية الفلسطينية وأن السلام الحق لابد أن يمر بإقرار حقوق شعب فلسطين لا بأن يدفع ثمن جرائم الآخرين!!