فوق الشوك

الحل فى يد الليبيين وحدهم

شريف رياض
شريف رياض

بقلم/ شريف رياض

لا خلاف على أن مؤتمر برلين حول الأزمة الليبية حقق نجاحا فى وضع خارطة طريق للحل لكننى مقتنع تماما أن الحل فى يد الليبيين وحدهم وعليهم المسئولية الأكبر  فى التوصل إلى تسوية وطنية خالصة لإخراج بلادهم من المأزق الذى انزلقت إليه.. ولابد أن يدركوا أن الحل العسكرى مستحيل والتاريخ يؤكد أن الصراعات المسلحة غالبا ما تنتهى بلا منتصر أو مهزوم فلا يبقى أمام الأطراف المتصارعة إلا الجلوس على مائدة المفاوضات المباشرة والبحث عن حلول تجنب البلاد الانهيار الكامل سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.


فى نفس الوقت أشك كثيراً فى التزام الرئيس التركى إردوغان بمقررات المؤتمر فالتاريخ أيضا يؤكد أنه كاذب ومخادع «وبخمسين وش» لكن حضوره المؤتمر كان ضروريا لأنه سبب اشتعال الأزمة الليبية فى الأسابيع الأخيرة.. والحمد لله أن سير أعمال المؤتمر كشف له إلى أى مدى هو منبوذ وتصرفاته ومواقفه مرفوضة خاصة ما يتعلق بدعم الميليشيات المناوئة للجيش الوطنى الليبى ونقل المرتزقة الدواعش إلى الأراضى الليبية.. وإذا كان أردوغان قد وقع على مقررات المؤتمر فقد وقع مرغما لأن رفضه التوقيع كان سيضعه فى موقف حرج جدا أمام العالم.. على أية حال الأيام بيننا وسنرى إذا كان سيحترم توقيعه أم لا ؟


على جانب آخر أقدر واحترم كثيراً موقف مجلس النواب الليبى ورئيسه عقيلة صالح الذى أكد ترحيبه بخارطة الطريق التى وضعها مؤتمر برلين لحل الأزمة الليبية لكنه حذر من أنه فى حال فشل تطبيق هذه الخارطة فإن الليبيين سيحررون بلادهم بأنفسهم من خلال جيشهم الوطنى البطل الذى يقود معركته ضد الطغيان والإرهاب والاستعمار العثمانى الجديد.. بينما أكد المتحدث باسم الجيش الوطنى الليبى العقيد أحمد المسمارى أن السلام فى ليبيا يمر عبر إنهاء الوجود التركى وأذنابه وعملائه فى ليبيا وهذه حقيقة.


حادث طبيبات المنيا
بعض الأحداث تبقى كاشفة للحقيقة والمشاكل.. حادث طبيبات المنيا من هذه النوعية..استحوذ بشكل واسع على اهتمام الرأى العام وتفاعل معه رواد مواقع التواصل الاجتماعى بصورة كبيرة بعدما كشف إلى أى مدى يعانى الأطباء من بيروقراطية الأداء الحكومى فى وزارة الصحة.


حول هذا الحادث ومعاناة الأطباء قدمت الإعلامية إيمان الحصرى فقرة ناجحة منذ أيام فى برنامج «مساء DMC» استضافت فيها ثلاثة أطباء فى مواقع مختلفة شرحوا بالتفصيل مدى التعسف الإدارى الذى يمارس فى وزارة الصحة خاصة ما يتعلق بقرارات التكليف المفاجئة دائما سواء بالنقل إلى مناطق أخرى أو حضور دورات تدريبية أغلبها عديمة الفائدة ولا هدف من ورائها إلا «اللقطة والصورة» التى توكد أن برامج التدريب مستمرة !


وقالوا إن أهم ما تحرص عليه وزارة الصحة هو تستيف الأوراق ودفتر الحضور والانصراف وكل وعود الوزارة بتحسين بيئة العمل ذهبت هباء.


تحدثوا أيضا عن السكن غير الآدمى الذى توفره الوزارة للأطباء المغتربين وتضمنت الفقرة فيديوهات تصور الحال المتدهور لنماذج من هذا السكن الذى تصرخ جدرانه من الإهمال وتدنى المستوى خاصة غرف الإقامة والفرش ودورات المياه !
وشددوا على ما يتعرض له الأطباء من اعتداءات من جانب أهالى المرضى دون أن يجدوا الحماية الكافية لهم.


لم ينس ضيوف البرنامج إثارة قضية بدل العدوى الذى لا يتجاوز ١٩ جنيها ولم تطرأ عليه أية زيادة منذ الستينيات!! فى مقابل بدل عدوى بمئات الجنيهات لفئات أخرى لا تتعرض لما يتعرض له الأطباء من احمالات العدوى.


ماذا ستفعل الحكومة الآن بعدما فجر حادث طبيبات المنيا مشاكل الأطباء بهذه الصورة المفجعة؟ أتمنى أن يحدث تحرك عاجل لحلها حتى لا يبقى الحال على ما هو عليه إلى أن يقع حادث آخر يفجر المشكلة من جديد.