صدى الصوت

عيد للكتاب

عمرو الديب
عمرو الديب

 هو الملمح الأبرز فى وجه الثقافة العربية بلا جدال، وهو -كذلك- أرحب نافذة تطل على أحدث ثمرات المعرفة الإنسانية فى شتى أفقها، تتدلى على الأرفف بلسان عربى مبين وبألسنة العالم الحية،ومنذ انطلاقه منح الواقع الثقافى العربى كله روحا وثابة وطاقة ولادة، بحيث صار معلما فى حياتنا المعاصرة تقصده الأجيال القارئة مرفأ للمعرفة ترسو عليه كل عام أشواق المتعطشين للثمار الناضجة الطازجة المقبلة من كل صوب، حتى فى عصور مواقع شبكة المعلومات الدولية والوسائط الحديثة ظل معرض القاهرة الدولى للكتاب، ذلك الملمح العريق، وصحيح أن الأسواق المنصوبة فى الفضاء الافتراضى أصبحت توفر الكتاب من أى مكان فى العالم إلى الراغب فى اقتنائه، ولكن الأمر فى معارض الكتب، يبدو أيسر وأقل تكلفة، ولا يستوجب انتظار وصول الكتاب من البلد الذى نشرته، ولأن لمعرض القاهرة الدولى للكتاب تلك المكانة، وذلك التاريخ العريق منذ انطلق عام 1969، أى من أكثر من نصف القرن، فالأمر يتطلب مزيدا من النأى به عن أطماع الشلل الثقافية، والارتقاء به فوق حسابات البعض الأنانية، التى تجافى مهامه الأساسية، وفى مقدمتها أن يكون عيدا للكتاب، ومنصة ترويج للقراءة، ونافذة تتيح للأجيال الاطلاع على الأحدث دائما فى دنيا الفكر والعلم والإبداع، ويجب أن تكون مختلف الفعاليات المصاحبة لعرض الكتب، من ندوات وأمسيات وموائد مستديرة وعروض فنية وموسيقية، عناصر جاذبة تدور فى فلك الكتاب، وتلقى الضوء عليه، وما يثيره من قضايا، وما يتعرض إليه من مشكلات وصعوبات، بعيدا عن المجاملات البغيضة للأسماء المكررة من المبتزين المحترفين من الدخلاء والجهلاء الذين اقتحموا عالم الثقافة والأدب بحثا عن مكاسب وأرباح، وكأن الأمر نهب مستباح، ونرجو ألا يخضع المسئولون عن معرض الكتاب لأطماع هؤلاء من ذوى الحناجر العاهرة والأقلام الداعرة، كما استسلم لأغراضهم بعض المسئولين الثقافيين المرتعشين، فمعرض القاهرة الدولى للكتاب يجب أن يترفع عن وحل هؤلاء، لأنه صاحب رسالة نبيلة، وحائز مكانة رفيعة، ونحن أحوج ما نكون إلى أثره فى واقعنا الثقافى ومحيطنا الاجتماعى، فالقراءة التى انطلق ليرفع لواءها، هى السد المنيع فى وجه الطوفان الذى يستهدف إغراق الأدمغة فى وحل الشائعات والأراجيف.