نهار

الكذبة الكبرى ..

عبلة الروينى
عبلة الروينى

كل شيء يبدو بسيطا وتلقائيا وعفويا..رغم أن كل شيء ليس كذلك تماما...لا هو عاديا، ولا تلقائيا، ولا بسيطا...كل شيء معد سلفا وبقصدية..النظرة.. الالتفاتة.. الضحكة.. اختيار المتسابقين، وطريقة التعامل معهم...حتى كسرة النفس، والإقصاء، واستبعاد المتسابقين..مقصود ومتعمد، وفقا لتوازنات ومصالح ومؤشرات السوق..لا شيء يعلو فوق حسابات الربح والخسارة، والألة التجارية الجهنمية!!...
الجدل الشديد حول استبعاد الطفلة هايدى محمد (١٢ سنة)من مسابقة «ذا فويس كيدز» برغم حلاوة صوتها وسلامة أدائها، المدرب فى اوبرا دمنهور..لم يلتفت لها أى من المدربين الثلاثة (عاصى الحلانى،نانسى عجرم، محمد حماقي)...برغم التفاتهم جميعا لأصوات أقل حلاوة وأقل سلامة!!
والمسألة ليست مجرد خروج طفلة، صاحبة صوت جميل من برنامج مسابقات غنائية للأطفال...فلابد دائما من(غالب ومغلوب)..هذه شروط المسابقات وشروط التنافس..وهو أمر طبيعى لا يكسر النفس ولا يحطم معنويات..ولا ينبغي...لكن كسرة النفس وحديث الجدل الشديد الدائر، حول استبعاد الطفلة من البرنامج...هو حجم الظلم البين والإحباط القاسي.. والكذبة الكبرى وراء برامج المسابقات الغنائية، المحكومة بشروط استهلاكية، وسعى محموم للحصول على أكبر قدر من الإعلانات، وحصد الأرباح الضخمة..من اعلانات مصففى الشعر، إلى إعلانات صانعى المكياج ومصممى الإضاءة والديكور، وإعلانات الفنانين أنفسهم!!...كل شيء زائف ومفتعل..الأداء التمثيلى المكشوف،فى طريقة تعبير الفنانين المدربين عن أرائهم (تحديدا ليست أراءهم..هى أراء البرنامج)!!..ضحكاتهم ومداعبتهم للأطفال!!..اختيار صوت دون أخر، بلا ضوابط ولا معايير.. وبشكل يكشف حجم الكذبة وزيفها!!