فى الصميم

حين تطرق الأزمة أبواب الأثرياء!!

جلال عارف
جلال عارف

لسنوات طويلة ظل «منتدى دافوس» الاقتصادى موضع اهتمام العالم كله، وظل موعده السنوى موسما ينتظره الساسة والاقتصاديون ليعرفوا ماذا تقرر النخبة الاقتصادية للعالم.
هذا العام يجتمع المنتدى وسط ظروف دقيقة، وعالم يتغير، وحروب تجارية تهدد بتفاقم الأوضاع التى يسود فيها الركود التجاري، ومؤسس المنتدى العالمى يقر ويعترف بعد كل هذه السنوات، بأن «الناس ثائرون ضد النخبة الاقتصادية التى يعتقدون أنها خذلتهم».
مؤتمر دافوس الذى بدأ قبل نحو نصف قرن مبشرا بعالم أفضل فى ظل تحرير التجارة، يقف الآن امام واقع اقتصادى عالمى يقول ان ما كان هو انحياز للأثرياء وتوسيع للفوارق بين الدول والافراد. مع انعقاد المؤتمر تنشر منظمة «أوكسفام» تقريرها السنوى الذى يكشف أن ما يملكه ٢١٠٠ ملياردير فى العالم يفوق ما يملكه ٦٠٪ من الشعوب وان ثروة الـ١٪ الأكثر ثراء فى العالم تزيد على ضعف ما يملكه أكثر من ٩٠٪ من البشر.. أى حوالى ٧ مليارات نسمة!!
مثل هذا الوضع لا يمكن ان ينتج عنه استقرار حقيقي، ولا تنمية تصل ثمارها للجميع.. والنتيجة ان الدول الصغرى تكافح فى ظل ظروف غير متكافئة، بينما القوى الكبرى تدخل فى حروب تجارية طاحنة، وقواعد النظام الذى ساد لعقود تهتز.
فى دافوس يبحثون عن تجديد دماء النظام. الاجندة تتضمن هذا العام موضوعات كانت بعيدة عن أنظار النخبة الاقتصادية رغم حضور «ترامب» يبحثون قضية التحديات البيئية والصحة ومستقبل العمل.
والأهم على جدول أعمال المؤتمر  هو عدم المساواة فى الثروة وجعل الاقتصادات أكثر عدالة.
هل تنجح «نخبة دافوس» فى إيجاد حلول لنظام اقتصادى عالمى فى أزمة.. أم تفرض رياح التغيير نظاما آخر يكون أكثر عدلا وأشد انحيازاً للإنسانية؟!