قصة الملكة حتشبسوت٫٫ هيكل أنوبيس بالدير البحرى

زاهى حواس
زاهى حواس

ما زال معبد حتشبسوت بالدير البحرى معجزة معمارية أبدع فى بنائه العبقرى المهندس سنموت ويقع هيكل الإله أنوبيس إله الجبانة على اليمين من مناظر الولادة الإلهية بالمسطح الثانى للمعبد ويزين واجهته الكورنيش المصرى ويحمل سقفه ١٢ عمودا ويزين سقف الهيكل بنجوم صفراء على أرضية زرقاء، أما عن مناظر الجدران فهى تتميز بألوانها البراقة. والجدار الغربى يتوسطه مدخل يؤدى إلى ردهة ذات سقف مقبى وتوصل بدورها إلى مقصورة قدس الأقداس ذى السقف المقبى أيضا ويعلو هذا المدخل من الخارج منظر الإله أوزوريس أما على جانب المدخل فقد صور فى الناحية اليسرى الإله آمون-رع جالسا وأمامه مائدة ضخمة من القرابين وتقدمها إلى الملكة حتشبسوت وقد صور مقدمة رأسها طائر العقاب الذى يتميز بدقة اسمه وألوانه الزاهية وفى الناحية اليمنى من المدخل نشاهد الإله أنوبيس وأمامه كمية مماثلة من القرابين.
ويوجد فى هذا الجدار نيشة صغيرة فوقها الملك تحتمس الثالث وهو يقدم النبيذ للإله سوكر، إله سقارة، الواقف أمامه.أما داخل النيشة فقد صورت الملكة مع الإله أنوبيس إله الجبانة. وقد يثبت أيضا هذا المنظر أن الملكة لم تقف ضد تحتمس الثالث وقد أثبتنا أنها ماتت بمرض السرطان لذلك فنعتقد أن ما كتب أن تحتمس الثالث قد انتقم من حتشبسوت ودمر آثارها لا يمت للحقيقة بصلة.
ونرى أيضا مناظر أخرى على الجدار الجنوبى بصور الملكة حتشبسوت فوق النيشة وهى تقدم القرابين فى شكل مياه للإله أوزوريس أما داخل النيشة فنرى الملكة أمام الإله آمون-رع.
أما مناظر قدس الأقداس الخاصة بالمعبد فنرى الملكة حتشبسوت صورت أمام الإلهة حاتحور إلهة الحب والجمال وكذلك أنوبيس إله الجبانة ويمسك كل منهما بالصولجان رمز الملكية وقد صور فوقها الإله أنوبيس فى هيئة حيوانية وهو راكع وصور على الجانبين وفوق الجميع قرس الشمس المجنح.
وقد تشير هذه المناظر إلى علاقة الملكة بالإله آمون-رع أبيها والتى حاولت أن تثبت للشعب أن اختيارها إلهى وهى ابنة الإله وبالتالى سوف يقبلها الشعب كفرعون. وبلا شك فإن هذه القصة قد اختلقها الكهنة لكى يضيفوا شرعية للملكة. هذا بالإضافة إلى أن هذا المعبد صور عليه كما شاهدنا من قبل قصة الولادة الإلهية للملكة فى حضور الآلهة المصرية كشهود على الشرعية.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي