هل يُعاقب من يفشل في محاولة الانتحار؟ خبير قانوني يجيب

الانتحار
الانتحار

تمكنت قوات الإنقاذ النهري، من إنقاذ طالب من الموت، بعد سقوطه في مجرى النيل، من أعلى كوبري دندرة بقنا.

تلقى اللواء شريف عبد الحميد مدير أمن قنا، إخطارًا بتمكن قوات الإنقاذ من إنقاذ محمد أحمد عثمان، 26 عامًا، طالب بكلية الآداب جامعة جنوب الوادي بقنا، عقب سقوطه في نهر النيل من أعلى كوبري دندرة.

وأقر الطالب بعد إنقاذه، أنه أثناء تواجده أعلى كوبري دندرة، سقط في النيل بعد اختلال توازنه، إلا أن التحريات أكدت أن الطالب قفز في النيل لمروره بأزمة نفسية بسبب تكرار رسوبه في الكلية. 

وحول المساءلة القانونية للشخص الذي يتم إنقاذه بعد محاولة الانتحار، يقول عمر الأصمعي المحامي بالنقض والدستورية والإدارية العليا، أن الانتحار يُعد جريمة في بعض التشريعات يعاقب عليها، والبعض الآخر لا يعاقب عليه، ولذلك فإن الانتحار من الجرائم ذات الظروف والملابسات الخاصة، فلابد من علاج الشخص الذي يحاول الانتحار نفسيا لعدم إقدامه على تكرار ذلك مستقبلاً، وإيجاد العقوبة الرادعة لمن يحرض على الانتحار وإزهاق النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق، وفقا لما تشرعه القوانين للمحافظة على الحياة.

وأضاف "الأصمعي"، في تصريحات لـ"بوابة أخبار اليوم"، أن القانون المصري لا يجرم الانتحار أو الشروع فيه، وهو يحتاج لتعديل تشريعي لوضع من يحاول الانتحار تحت الملاحظة والعلاج النفسي، ومعاقبة من يرفض العلاج بعقوبات بسيطة لمجرد الردع عن تكرار هذه الظاهرة.

وأوضح المحامي بالنقض، أنه لا عقاب في حالة إتمام الجريمة لأن الجاني والمجني عليه يكون شخصاً واحداً، ولكن بعض التشريعات نظمت عقوبات على الشروع في الانتحار مثل القانون الهندي والسويسري والإنجليزي والجزائري، والبعض منها يعدها جناية والبعض الآخر يعدها جنحة لأنها تتعرض لأسمى شيء وهو جسد وروح الإنسان، فإزهاق الروح بقتل الجسد سواء بالانتحار أو غيره من السلوك الإجرامي، هو ما تجرمه كل الشرائع السماوية.

وأشار عمر الأصمعي، إلى أن القانون يجرم التحريض على الانتحار باعتبارها أفعال تبث روح التشاؤم والانهزام في نفوس المصريين، كما أنها تحسن وتبسط فكرة الانتحار أو الموت وكأنها أمر بسيط يحق لأي شخص بكل بساطة أن يفكر في الموت أو الانتحار، وهو ما يكون معاقب عليه قانونًا طبقا لنص المادة 177 من قانون العقوبات، لقيام المحرض بتحسين أمر يعد جناية في القانون، وهو التحريض على الانتحار، كما يجب محاسبة كل من يبث أخبارًا أو شائعات من شأنها بث روح الإحباط والتشاؤم لدى المصريين، حتى نحد بقدر الإمكان من هذه الظاهرة الغريبة.