«أسرار مدفونة منذ 11 عاما» تنذر بكوارث طيران جديدة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كشفت تقارير صحفية أمريكية أن «أسرار مدفونة منذ 11 عاما»، يمكن أن تنذر بكوارث طيران جديدة.


ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقريرا مطولا، حول إخفاء شركة "بوينج" الأمريكية المتخصصة في تصنيع الطائرات تقارير فنية منذ 11 عاما، والتي يمكن أن تكون سببا في حوادث طائرات جديدة.


ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مصادر داخل الشركة الأمريكية قولهم إن إدارة بوينج أوصت بدفن وإخفاء أدلة حول وجود عيوب فنية في طائراتها، في تقرير تم إعداده منذ عام 2009، وترفض أن يخرج للرأي العام، أو يتم إرساله إلى أي من الدول التي تملك تلك الطائرات.


وأوضحت المصادر أن "بوينج" سعت لإخفاء تلك التقارير، حتى لا تلتصق التهمة بطائراتها، والتي كان أبرزها حادثين مؤسفين في إثيوبيا وإندونيسيا العام الماضي أسفرا عن مقتل 346 شخصا.


وأشار المصادر، إلى أن بوينج، ضغطت على محققين أمريكيين للتلاعب على نطاق واسع في التقرير النهائي لمجلس السلامة الهولندي، بشأن حادثة تحطم طائرة الخطوط التركية خارج مطار سخيبول في العاصمة أمستردام يوم 25 فبراير 2009.


وأودى الحادث المذكور بحياة 9 أشخاص من أصل 128 شخصا كانوا على متن الطائرة.


وسعت "بوينج" إلى تبييض سمعتها، وعدم إظهار أي عيب بالطائرة، وإلصاق التهمة حول الطيار وأخطائه.


وأفاد التقرير الأمريكي، أن تحقيقا مستقلا أجراه خبير السلامة الأسترالي، سيدني ديكر، أكد أن أجهزة الاستشعار الخاطئة، وأنظمة البرمجة الخاصة بالطائرة، ساهمت في تحطمها.


ولكن التقرير الخاص بديكر، لم يتم نشره، ودفن في أروقة بوينج، بضغط من مجلس سلامة النقل الوطني الأمريكي وممثلي بوينج.


وأكد ديكر عبر حسابه على موقع "تويتر" صحة ما أوردته صحيفة "نيويورك تايمز".


وقالت الصحيفة الأمريكية إنها اطلعت على تقرير "ديكر" المدفون، والذي أظهر أن تسلسل الأحداث والعيوب الفنية، التي وجدها الخبير الأسترالي في طائرة بوينغ، هي نفسها التي شوهدت في حادثتي تحطم "بوينغ 737 ماكس" في عامي 2018 و2019.


وكانت طائرة "بوينج 737" التي وقعت لها حادثة 2009، هي نموذج يسبق "بوينج 737 ماكس"، ولكنها كانت تحتوي على أجهزة استشار وبرمجيات شبيهة بتلك الطائرة، بحيث توجه الطائرة أثناء الإقلاع أو الهبوط.


أما بالنسبة للتقارير المرتبطة بتحطم الطائرة الإندونيسية عام 2018 وحادث تحطم الطائرة الإثيوبية عام 2019، فعمدت بوينج إلى تضليل التقارير الصادرة، بحيث تظهر أن خبرة الطيارين في تشخيص البيانات الخاطئة على أجهزة الاستشعار هي التي كانت السبب وراء تلك الحوادث.


وكشفت التقارير أن الطيارين في تلك الطائرات، لم يتم تدريبهم في تلك الأنواع على اتخاذ قرارات منفصلة بشأن سلوكيات غير مألوفة لتلك الطائرات، متغاضية عن المشاكل الفنية الموجودة في الطائرات.


وقالت "نيويورك تايمز" إن بوينج استخدمت تلك التقارير من أجل إلقاء اللوم على الطيارين وتسببهم في تلك الحوادث، من دون الإشارة إلى "التقرير السري" الخاص بعام 2009.


وتوقفت كل طائرات "737 ماكس" عن التحليق، في مارس، بعد تحطم طائرة الخطوط الجوية الإثيوبية.


وقبل ذلك بخمسة أشهر، لقي 189 شخصا مصرعهم في تحطم طائرة "ليون إير" من نفس الطراز قبالة السواحل الإندونيسية.


كما أعلنت شركة "بوينج" في بيان نشرته العام الماضي، أنها ستعلق اعتبارا من يناير 2020، إنتاج طائرات "737 ماكس" بسبب إرجاء منح شهادة المطابقة للطائرة إلى عام 2020.