إنها مصر

جـيش مصـر

كرم جبر
كرم جبر

شعب عظيم لا يخاف ولا يجبن، وكان البطل الحقيقى الذى خرج فى 30 يونيو، لينقذ بلاده التى كادت أن تسقط تحت أقدام الإخوان وحلفائهم والمتعاطفين معهم، واستعصى عليهم جيش مصر وشعبها.
من رحمة الله بمصر وشعبها أن لها جيشاً يدرأ الفتن، ويحفظ الأرواح والممتلكات، بجانب قوات الشرطة الباسلة التى لا تبخل بالشهداء الأبرار، واستطاعت المنظومة الأمنية القوية أن تتصدى لأعمال العنف والتخريب والإرهاب من جماعة أصابها السعار، ولم تترك قنابلهم القذرة مكاناً إلا ودنسته، ولجأت إلى الانتقام الجماعى من الشعب المصرى كله.
هل نسينا الأعمال القذرة، مثل حرق القطارات، وزرع القنابل فى المحاكم والميادين، وأبراج الكهرباء، والممتلكات العامة، بهدف إسقاط أكبر عدد من القتلى والجرحى، وترويع المجتمع، وبث الخوف والرعب فى النفوس.
جيش مصر اشترى مصر وشعبها، وباع أعداءها من المتسلقين والانتهازيين والمتآمرين، وآه لو نطق الصامتون بما لديهم من أسرار، لعرف هذا الشعب الطيب حجم المؤامرة التى كانت تستهدفه بمخططات أجنبية وأيد مصرية، ولعرف الصبر الذى يتحلى به، صبر الواثق من إمكانياته، والارتفاع عن الصغائر، والعبور بالوطن إلى بر السلام.
هذا الجيش هو الذى أعاد الأمن والاستقرار وهيبة الدولة ومهد الأرض لنهضة تنموية شاملة، يقطف ثمارها ملايين المصريين الأكثر عوزًا واحتياجًا، وتنهض مصر ويشعر الناس بالتحسن كلما دارت عجلة الإنتاج وامتدت يد البناء والتعمير لكل أنحاء البلاد.
الإرهابيون لا وطن لهم، هم مرتزقة للإيجار، ويهيمون على وجوههم لمن يدفع لهم، وتصوروا فى غفلة من الزمن أن مصر يمكن أن تصبح وطنًا لهم، بعد أن فتح لهم المعزول وأهله وعشيرته الأبواب على مصراعيها، ومنحهم الرعاية والحماية ليكونوا جيشه فى مواجهة جيش مصر، وشعبه فى مواجهة شعب مصر.
الأهل والعشيرة لا يعتبرون مصر بلدهم، وشعبها ليس شعبهم، ولم يشعروا بندم حين كان الضحايا يتساقطون بالعشرات والمئات، فكل الشعب أعداؤهم، ويصور لهم خيالهم الدموى أنهم يحررون بلدًا من شعبه، وأن المواطن البسيط الذى يقتل أو يجرح هو من الأعداء.
الإرهابيون لا دين لهم، وأسوأ الغزاة فى التاريخ لم يفعلوا بمصر وشعبها مثلهم، وهم أسوأ من شياطين «داعش» و»زامل» و»بيت المقدس»، ولم يكن مستبعدًا أن يفعلوا فى المصريين مثلهم، فيقتحمون المستشفيات، ويقتلون المرضى كما فعلوا فى العراق، أو يلعبون برءوس القتلى الكرة، ويختارون حكم المباراة من أحد الذين عليهم الدور فى القتل كما كانوا يفعلون فى سوريا، أو يقيدون المرأة التى ترفض جهاد النكاح فى ميدان عام، ويطلبون من أنصارهم رجمها بالحجارة، وهم يصيحون «الله أكبر.. الله أكبر».
سقطت المؤامرة ولم ينجحوا فى ترويع شعب يحب الحياة، ويتطلع إلى مستقبل تسود فيه الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وهم جاءوا من كهوف الماضى بملابسهم الرثة، ولحاهم المنكوشة، ووجوههم العابثة، ويريدون استرجاع عصر السياف الذى يقطع الرءوس ويعلقها على أعواد المشانق، وينكل بالجثث، ويستبيح النساء، ويشرب الدماء فى كئوس الانتقام.
مصر بلد الإسلام دين السماحة والوسطية والاعتدال والمودة والرحمة، وستظل كذلك رغم أنفهم.