مداد قلم

لغة الضاد فى مجمع الخالدين

 د. أيمن عبدالمغنى سليم
د. أيمن عبدالمغنى سليم

بقلم/ د.أيمن عبدالمغنى سليم

أقام مجمع اللغة العربية ندوة  بعنوان «المنصات الأدبية واللغوية فى الوسائط الرقمية» وتناول عارضو هذه المنصات عرض تجربتهم لفتح آفاق جديدة لتطويع اللغة العربية كى تكون مقربة لآذان الناس حتى يتمكن من لا يستطيعون القراءة أن يفيدوا من هذا المحتوى الذى يقدم على هذه المنصات.. وكان من مبررات هذه المنصات لوجودها على النت هو وجود جيل بعيد عن القراءة، وضياع أوقات كثيرة فى إشارات المرور.


وتعدد الحضور من دول مختلفة ـ المغرب ـ العراق ـ اليمن ـ اندونيسيا بالإضافة الى جهابذة اللغة العربية من اساتذتنا بكلية دار العلوم ودارت مناقشات ثرية بين الحضور حول مدى تأثير هذه المنصات فى اللغة وأصحابها وانقسم الحاضرون بين مؤيد ومعارض لها ولأهميتها. فالمعارض يرى ان اللغة العربية بدأت شفاهية وأخذت الأذن نصيبها وافيا على مدى قرون ثم دونت اللغة ثم أضيفت إلى الأذن العين وقد أثبتت الدراسات الحديثة انه يجب الا تظلم العين الأذن أو تقدم للأذن ما يأخذ من نصيب العين، وهذه المنصات تريد بنا العودة مرة أخرى إلى الوراء، وليس فيها توثيق للنصوص التى تقدم، بالإضافة إلى أن  مبرر استغلال الوقت الذى يضيع فى الطريق مرفوض تماما حيث إن هذه النصوص ليست أغانى وإنما هى علوم يجب التركيز فيها، وكذلك لا يجب دغدغة مشاعر المستمع على أنه طفل يقدم له مثل هذه التمثيليات.. أما المؤيد فيرى أن هذه المنصات تعتبر بداية على الطريق الصحيح لإعادة  اللغة العربية الى أصحابها مرة أخرى، ولكن هذه المنصات غير منافسة مع غيرها من المنصات لذلك يجب ان يتبناها مجمع اللغة العربية حتى يكون ما تقدمه هذه المنصات موثقا، ومراجعا  ومدققا تدقيقا صحيحا لغة وعلما وأنه يجب الافادة من هذه المنصات فى وزارة التربية والتعليم فليكن منها فى طابور الصباح أو تخصص لها حصة أسبوعيا للاستماع الجيد عند الاطفال، بالإضافة إلى أن هذه المنصات تستطيع ان تصل إلى الجاليات العربية البعيدة عن المنبع والمصدر للغة.


لاشك أن مثل هذه الندوات التى تعقد فى مجمع اللغة العربية إنما تدل على مواكبة المجمع لعصر المعلومات التى يجب ان يكون لها دور كبير من خلاله يقوم بالمحافظة على اللغة.