فى الصميم

سلطان الابتزاز!!

جـلال عـارف
جـلال عـارف

يستبق الرئيس التركى «إرودغان» مؤتمر برلين بالمزيد من التصعيد فى ليبيا والمزيد من الابتزاز الذى أصبح ركناً أساسياً فى السياسة التركية.
بكل وقاحة يقول المهووس التركى إن الإرهاب سيجد تربة خصبة فى ليبيا إذا سقطت حكومة السراج، وأن المنظمات الإرهابية ستجد من هناك طريقها إلى اوروبا.
وتعرف دول أوروبا كما يعرف العالم كله، أن العاصمة الليبية «طرابلس» تحكمها الميلشيات الإرهابية، وأن نصف أعضاء حكومة السراج، موجودون فى قوائم الإرهاب، وأن ما يفعله إردوغان هو محاولة يائسة لإنقاذ إخوان ليبيا من حكومة السراج من السقوط الأخير، وأن المهووس التركى لم يعد يكتفى بإرسال المعدات والأسلحة، بل أصبح متعهداً  لتجنيد الإرهابيين من سوريا وإرسالهم عبر تركيا «وتحت إشرافها» لكى يدعموا الإرهاب فى ليبيا.
وتعرف دول أوروبا، كما يعرف العالم كله، أن هذا ما كان يسود الأراضى الليبية كلها قبل أن يبدأ الجيش الوطنى فى تطهير ليبيا من عصابات الإرهاب وينجح فى استعادة الأمن والاستقرار فى ٩٠٪ من أراضى ليبيا، ويقضى على الفوضى وتجارة البشر وقوارب الموت التى كانت تتخذ طريقها من سواحل ليبيا إلى اوروبا.
وتعرف دول أوروبا، كما يعرف العالم كله، أن استكمال الجيش الوطنى الليبى لمهمة تحرير العاصمة من قبضة عصابات الارهاب هو المفتاح الحقيقى للحل الذى لن يأتى إلا مع استعادة سلطة الدولة على كل أراضيها.
وهذا هو جوهر المعركة التى يقف فيها المهووس إردوغان إلى جانب الميلشيات الارهابية فى محاولة يائسة لتأخير ساعة تحرير طرابلس وانتصار إرادة الشعب الليبى.
الخطر الحقيقى فى ليبيا هو فى استمرار حكومة السراج كغطاء لسيطرة الميلشيات على العاصمة الليبية. وفى استمرار هذا الهوس الإردوغانى الذى يجعل من تركيا الحليف الأساسى لجماعات الإرهاب، والراعى الذى يغرق ليبيا بالسلاح والإرهابيين محاولاً أن يكرر التجربة التى ساهم فيها بدور أساسى فى تدمير سوريا.
الحل فى ليبيا يبدأ بالقضاء على الميلشيات ومن يحكمون باسمها وبإيقاف الهوس الإردوغانى الذى يرى فى ليبيا إرثاً عثمانياً ينبغى أن يستعاد، ويرى فى الهيمنة عليها وسيلة لابتزاز العالم ولتهديد المنطقة. الحل يبدأ من هنا، والخيار هو بين أن تعود الدولة، أو يستمر الصراع.. فهل نرى- فى مؤتمر برلين- بداية للسير فى الطريق الصحيح؟!