أفكار متقاطعة

انسف حمام الاحتلال القديم

سليمان قناوي
سليمان قناوي

دخول الاحتلال الأمريكى العراق، أصبح مثل دخول الحمام «مش زى خروجه» حيث يتمسك الرئيس المتغطرس دونالد ترامب بإبقاء قواته فى بلاد الرافدين تأكيدا لاستمرار أمبريالية كنا نعتقد -خطأ- أنها زالت. فهل أصبح الاحتلال الأمريكى مثل البلاستيك يحتاج إلى ما بين 400 إلى 1000 سنة كى يتحلل «قاعدين على قلبكم». وحتى لو فكر الأمريكان فى الانسحاب فإن المقاول الذى يتدثر بمسوح الرؤساء (ترامب) يرى أن هذا الخروج لن يكون «ببلاش» وأن هناك ثمنا باهظا يجب أن تدفعه الحكومة العراقية إذا أرادت للأمريكيين أن يجلوا عن سماها، فقد أقامت واشنطن فى العراق واحدة من أغلى القواعد الجوية فى العالم «ولن نترك ذلك مجانا» كما يؤكد ترامب. عن طريقة تسديد ثمن الانسحاب لتاجر جشع يربح من كل المواقف حتى ولو على جثث الشهداء قال ترامب: «لدينا الكثير من أموالهم هناك 35 مليار دولار فى حساب مصرفى».

ولم يكتف بذلك بل هدّد بفرض عقوبات «غير مسبوقة» على العراق، إذا مضت قدماً فى طرد القوات الأمريكية. ويبدو أن تصريحات المسئولين العراقيين عن إنهاء الاحتلال الأمريكى جاءت لتهدئة الاحتجاجات الشعبية، فقد ذكر مايك بومبيو وزير خارجية أمريكا أن «ما سمعه خلال محادثات أجراها مع 50 مسئولا عراقيا يتعارض مع ما يعلنه هؤلاء، ففى المجالس الخاصة يرحبون كلهم بوجود أمريكا».

وهو نوع من الخيانة لمئات الشهداء الذين لقوا حتفهم فى المظاهرات التى خرجت تندد باستمرار الاحتلال. فقد فاض الكيل بالعراقيين بعد أن استباح الأمريكان أرض وسماء وبحار بلادهم حيث تدخل قوات وطائرات مسيرة أمريكية دون إذن فى انتهاك صارخ لسيادة العراق، بل بشكل مخالف حتى للاتفاقات الموقعة بين البلدين. لقد ولى زمن الاستعمار السافر الذى كان يدخل أراضى العرب ليستمر إلى أبد الأبدين. اليوم أصبح دخول الاحتلال زى خروجه بعد أن قرر العراقيون نسف حمامهم القديم.


خير البر عاجله:
اللهم اخسف بالدولار الأرض. اللهم انزل مقتك وغضبك على عملة العم سام واجعلها فى الدرك الأسفل من العملات. اللهم شد من عضد الجنيه المصرى وقوه وثبته عند التداول وأعده كما كان قويا ليعود المثل «اللى معاه جنيه يساوى جنيه». اللهم لا ترنا يوما يستأسد فيه الأخضر على اللحلوح ولا تعيد أياما كنا نئن منها من سطوة الدولار وغطرسته.