قلب وقلم

«خطاب» الأوقاف.. و«نية» الجامعة!

عبدالهادى عباس
عبدالهادى عباس

بقلم/ عبدالهادى عباس

أخبرنى د. مختار جمعة وزير الأوقاف بأنه تم إنشاء مركز لإحياء اللغة العربية بأكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين، ليس فقط لأبناء الوزارة، بل أيضًا للعاملين فى مجال الإعلام الديني، مع منح شهادة «البراعة فى اللغة العربية» لمن يحقق مستوى متقدمًا فى اللغة العربية كتابة وتحدثًا ببراعة.


لكن يبقى الحكم الحقيقى على هذا التوجه للنتائج التى نرجو أن تُقيم الألسن وتضبط بلبالها.


أما على المستوى الآخر الذى يهتم بمغازلة الرأى العام دونما تخطيط جيد فيتمثل فى إعلان د. محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، عن إطلاق مبادرة لتطوير اللغة العربية، بهدف صناعة معجم عربى معاصر شامل مرن يقبل النمو المستمر، ووضع معالم لاستراتيجية محددة المنهج لعمليات التعريب، وإدخال مفردات اللهجات المحلية والعامية إلى العربية، والعكوف على النظر فى تبسيط قواعد اللغة وحذف ما لا يلزم منها، ووضع امتحان دولى لقياس إجادة الحد المقبول للغة العربية للتواصل، والاستفادة من التجارب الدولية فى تعليم اللغة الأم فى التعليم قبل الجامعى لتلك البلدان، فى تصميم المناهج وطرق التعليم.


ولأن الأعمال بالنيات، فإننى أفهم أن رئيس جامعة القاهرة، يريد الخير للغة الأم، ولكننى لا أفهم أن تقوم الجامعة بإنشاء معاجم ستأخذ سنوات طويلة، مع أن لدينا بالفعل عددًا لا بأس به منها، أو تقوم بمناقشة تصميم المناهج مع أن لدينا هيئات كاملة داخل وزارة التعليم تقوم بهذا الغرض!! ألم يكن من الأوفق أن تقوم الجامعة بمباشرة تطبيق اللوائح الحاضة على التحدث باللغة العربية بين أساتذتها فى المؤتمرات الكبرى أو فى قاعات الدرس ومعاقبة الخارجين عليها أو تعريب التعليم الجامعى كله كما دعا إلى ذلك د. محمود حافظ، رحمه الله، وكان رئيس المجمعين العلمى واللغوي، أو إلزام مبتعثيها بترجمة كتاب فى تخصصاتهم إلى اللغة العربية.. بدلا من هذا التضارب بين المؤسسات العلمية الذى سيكلف الدولة ملايين الجنيهات دون فائدة حقيقية.