بشائيات

ولنا فى الكتابة حياة

مدحت بشاى
مدحت بشاى

عقب نشوب حادث طائفى شهير فى الزمن المباركى، عُقد اجتماع حضره وجهاء نخب الكتابة وأشاوس التنظير «المُناسباتى»، وخرج المجتمعون على إثره بـ 26 توصية (أى والله 26 توصية) موجهة للحكومة وللصحافة والإعلام، وللمؤسسات الدينية وللأحزاب السياسية، أوجز بعضها:
على النخب التى يجب أن تدير حوارًا فيما بينها أن يتواصوا بالحق، وأن يكون لديهم وعى بخطورة الاستخدام الطائفى حتى يعود الجميع إلى جادة الصواب.
الرادع المؤسسى بما يعنى ضرورة تفعيل مواثيق الشرف الصحفى وتوقيع جزاءات على الخارج عن هذا النهج من النقابات.
الصحافة المصرية لم تكن على المستوى المطلوب فى معالجاتها المتوالية لأحداث النزاعات الطائفية عندما تناولت موضوعات مثل الأسلمة والتنصير كوسيلة لإحراز تنويعات صحفية غير مسبوقة.


وبعد عقد من الزمان أو يزيد من عقد اجتماعات تلك المكلمات والكتابات، ازدادت على الأرض وتيرة المحاربات الطائفية والمذهبية المتصاعدة!!!


فما جدوى اجتماع نخب الكتابة، وما كتبوه وقد حدث ما حدث فى نفس العصر والظروف.. يبدو أن "توفيق الحكيم" كان محقا عندما سأله أحدهم "لماذا تكتب؟" قال: "أنا لا أكتب إلا لهدف واحد هو دفع القارئ للتفكير.. وبعد مائة كتاب.. أعتقد أن أعمالى غير مجدية"...


وبرغم هذه النظرة المتشائمة ظل يكتب ويبدع ويضيف وينتقد ويطور ويفكر ويحاور، وتتلقف إبداعاته دور النشر وتزين أفكاره صفحات إصدارات عصره الصحفية والثقافية، وذلك ببساطة لأنه موجود، وهو ما يؤكد عليه الكاتب الكبير "يوسف إدريس" للرد على نفس السؤال: "أنا أكتب لأنى أحيا، وأستمر فى الكتابة لأنى أطمح لحياة أفضل، طالما الرغبة فى الكتابة مُلحة"، كما يؤكد الكاتب السودانى الطيب صالح على نفس الإجابة ويضيف "أجدنى ميالاً إلى القول إننى أكتب طالما أنى أرغب فعلاً وأبداً بأن أصبح كاتبا، فأنا أنتمى لثقافة ممارسة واحترام الكتابة فى تقاليدها".. والكتابة ليست ورطة كما وصفها الشاعر محمود درويش عندما قال "ربما لأننى متورط فى الكتابة بإيقاع لم يسمح لى بالتساؤل عن جدوى الكتابة.. أحياناً أكتب لألعب.. لكن لماذا أكتب.. ربما لأنه لم تعد لى هوية أخرى.. لم تعد لى محبة أخرى وحرية أخرى ولا وطن آخر".