«مروان البرغوثي».. أسير يحلم برئاسة فلسطين من خلف القضبان

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

منذ إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس، من على منبر الأمم المتحدة، نيته الذهاب إلى صناديق الاقتراع كأفضل حلٍ لإنهاء حقبة الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزّة، شرعت الفصائل بتشكيل قوائمها لخوض الانتخابات التشريعية والرئاسية.

وبدأت حركتا فتح وحماس مباشرةً، باختيار ممثليهما في الانتخابات، وفي ضوء ذلك، عاد الأسير مروان البرغوثي إلى الواجهة من جديد، كونه شخصية سياسية بارزة ذات شعبية بين الفلسطينيين.

وترى الأطراف الفلسطينية أنّ شخصية مروان البرغوثي هي الأنسب ليكون الرئيس المقبل في حال الذهاب إلى الانتخابات، لأنه يحظى بإجماعٍ سياسي وفصائلي، ويقف على الحياد حيال كل الخلافات الفلسطينية.

إجماع وطني

لكن عودة البرغوثي أثارت خلافات، فحركة فتح نفسها انقسمت إلى صفين في تأييد ومعارضة ترشحه للانتخابات، بينما كان لحركة حماس أكثر من موقف بالنسبة إلى شخصيته وترشحه للرئاسة. ومروان البرغوثي هو أسير فلسطيني، قبضت عليه السلطات الإسرائيلية عام 2002، وحكمته أربع مؤبدات و40 سنة، بتهمة القتل والشروع به، وما زال يقبع خلف قضبان الزنازين، وهو سياسي حاصل على أعلى عدد من الأصوات في اللجنة المركزية لفتح، ونائب رئيس الحركة حتى عام 2015، ويُعدُّ من القيادات السياسية الفلسطينية.

مرشح رئاسي

وبحسب معلومات، فإنّ البرغوثي أبلغ رسمياً محاميه بنيّته الترشح للرئاسة، وأشعر نادي الأسير الفلسطيني بذلك. ولم تنفِ عائلته أو أوساط فصائلية هذه المعلومات.

وفي حين لم يكن قرار البرغوثي مفرحاً بالنسبة إلى عباس، جاء على العكس مبشّراً لدحلان وحماس، وفق مصدرٍ فلسطيني كشف النقاب بالتفصيل عن نيته الترشح للرئاسة.

خلافه مع فتح

وتشير معلومات إلى أنّ ثمّة خلافاً كبيراً بين عبّاس والبرغوثي، كانت بدايته عام 2015، بعد المؤتمر السابع لحركة فتح، عندما رفض الأخير كل الإجراءات التي اتخذها عبّاس ضدّ دحلان، بحجة أنّ ذلك يسبب انشقاقات في فتح.

وبحسب المصدر، فإنّ عدم تأييد البرغوثي لعباس، جعل الأخير ينقلب عليه ويتخذ سلسلة إجراءات ضده من بينها سحبه من تمثيل حركة فتح في السجون. لكن تلك الخلافات لم تكن ظاهرة حتى عام 2017، حين اعتبر عبّاس أن مشاركة البرغوثي في إضراب الطعام داخل السجون خطوةً مناهضة له.

وأوضح المصدر الفلسطيني أن عبّاس عزل البرغوثي من اللجنة المركزية لحركة فتح، وعيّن الأسير كريم يونس بدلاً منه، كما عزله من منصب نائب رئيس الحركة، وعيّن محمود العالول مكانه. وبحسب المحللين السياسيين، فإنّ عزل البرغوثي، أفقده ثقته في إدارة الحركة، وجعله قابلاً للتحالف مع أيّ فصيل آخر في أيّ عملية سياسية مقبلة.

وقال المصدر "لهذه الأسباب، لم يرق لفريق عبّاس أن يترشح البرغوثي للانتخابات الرئاسية الفلسطينية المرتقبة، وهناك تخوفات فتحاوية بأن يتحالف مع تيار دحلان أو حركة حماس ويمثل هذيَنْ الطرفَيْن في الرئاسة".

لم تكن هذه المرة الأولى التي يترشح فيها البرغوثي للرئاسة، بل أعلن ترشحه عام 2005، ثمّ تراجع، بعدما أقنعه فريق فتحاوي بأن يتم تعيينه رئيساً لقائمة الحركة البرلمانية في المجلس التشريعي، وفقاً لحديث عائلة البرغوثي.