مصر التى فى خاطرى

الإمام «الطيب» وهواة التجارة بالإنسانية

ايهاب القسطاوى
ايهاب القسطاوى

ايهاب القسطاوى

استوقفتنى كثيراً تصريحات الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر ، قبل ايام قليلة ، عندما أصدر توجيهات واضحة وصريحة بمنع التصوير خلال تقديم المساعدات للمحتاجين، للحفاظ على كرامة مستحقى الزكاة ، أثناء تلقيهم حقهم منها، وعدم تصويرهم بأى وسيلة كانت، كما دعا فضيلته إلى عدم جواز تصوير الأطفال أو المرضى الذين يتم تقديم العلاج لهم ، وعدم جواز المتاجرة بالفقراء والمحتاجين ، والتشديد على حفظ وصون كرامتهم ، وهذا ليس بغريب عنه ، وهو الرجل الذى طالما انتصر لحكمته المشهودة ، وانحيازه الدائم لقيمه الإنسانية العالية ، فقد كشف بجسارة وجرأة هشاشة وضحالة قيم هؤلاء المتشدقين بالإنسانية ، الذين يخفون خلف هذا التشدق «مصالح ضيقة»، والحقيقة أن تصريحات الإمام الطيب من كثرة ما جسدت من ألم وفاضت من حزن وأسى ، قد تكون قد انتصرت لدموع وآهات المحتاجين والأطفال اليتامى والمرضى، وهزمت على أعتابها تلك القامات الانتهازية، وفى برهة تأمل عميق، تساءلت: هل انعدمت إنسانيتنا لهذا الحد؟ حيث اصبحت بعض المناسبات «صفقة» رابحة يتاجر بها حفنة من هواة المصالح والتجارة بالإنسانية ، لذلك فإننى أثمن الخطوات النبيلة التى اتخذها الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الازهر ، واهيب بكل المعنيين بتقديم المساعدات للمحتاجين من وزارات وهيئات وجمعيات ومؤسسات ، باتباع هذا المسلك الحميد الأثر، وضرورة العمل بشكل جاد على وضع ميثاق شرف لحقوق مستحقى الدعم يتضمن حظر تدوين أسماء الجهات المانحة على الهبات الممنوحة منها، وعلى وجه الخصوص الخاصة بالاطفال كالحقائب والادوات الكتابية والملابس والاغذية ، لما لهذا الفعل القبيح من امتهان صارخ لكرامة الإنسان.
< كاتب مصرى مقيم فى بيروت

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي