حكايات| «أحلام» تبصر بأصابعها.. كفيفة «أسطى» في صناعة المشغولات اليدوية‎

«أحلام» أسطى المشغولات اليدوية‎
«أحلام» أسطى المشغولات اليدوية‎

منذ صغرها وهي تتحسس الألوان وتخلطها مع بعضها، فرغم إعاقتها البصرية إلا أنها تُحاول وضع الألوان مع بعضها في تناسق معين لتُخرج منتج في شكل جمالي لا يختلف أبداً عن مُنتج الأصحاء بصرياً.

السيدة أحلام محمد جلال مواليد من منطقة الشهداء بالإسماعيلية، فقدت بصرها في عمر 4 سنوات، إلا أنه لم يقف عائقاً أمام حياتها.

 تلقت «أحلام» دراستها الابتدائية حتى الثانوية في مدرسة النور والأمل بالقاهرة لعدم وجود مدرسة بالإسماعيلية حينذاك، إلى أن أنهت الثانوية العامة ثم التحقت بكلية الآداب بجامعة الزقازيق.

لم تكتفِ «أحلام» بحصولها علي البكالوريوس فعكفت على إكمال مسيرتها العلمية وحصلت على دبلومة خاصة بالتدريب البصري ثم دبلوم عام في التربية ثم دبلومة خاصة في الإعاقات السمعية والبصرية والذهنية.

تقول أحلام: «أسرتي كان لها دور كبير معايا فوالدي كان يريني كل ما حولي باليد، وهو كان عامل كبير في حياتي فكنت أرى كل ما حولي كأي شخص صحيح البصر».

تضيف أنها كانت تطمح في تعلم هواية الرسم، إلا ان إعاقتها منعتها من تعلم هذه المهارة، فتعلمت مهارة فن «التريكوه» وأعمال الخرز وبدأت في تعليمه للأطفال المكفوفين في جمعية المستقبل لرعاية المكفوفين.

«الطفل الكفيف في شهوره الأولى يحتاج إلى وقوف الأسرة بجانبه، وهذا يحتاج تعلم الأسرة كيفية التعامل مع طفلها لتنمية مهاراته حتى يستطيع التكيّف مع محيطه الخارجي»، هكذا وصفت أحلام بدايتها مع فقدان البصر.

تعلّمت «الست أحلام» فن التريكوه في سن صغيرة إلى أن احترفته وبدأت في تعليمه للأطفال صغار السن من خلال دورات وندوات في جمعيات ومدارس المكفوفين.

تقول: «انا ماكنتش بشوف الألوان لكن الناس كانت بتنقل لي اللون، وانا تعلمت أنواعها وكيف يتماشى لون مع آخر ليخرج المنتج في شكل جميل».

وحدد «أحلام» أصعب عائق أمام الكفيف، وهو نظرة المجتمع واصفة إياها بـ«النظرة القاسية» لوجود الطفل الكفيف طول فترة دراسته بمدارس خاصة به دون دمج في المجتمع.

وتنهي حديثها قائلة: «إحنا عايزين نندمج صح مع الأصحاء، وهذا حدث في الازهر في فترة من الفترات وكان الشخص المُبصر يساعد زميله الكفيف ويعاونه».