فى الصميم

لا يجوز..!!

جـلال عـارف
جـلال عـارف

جيد أن يتم تذكير الناس بأن تصوير الفقراء وهم يتلقون بعض المساعدات هو حرام شرعا، وأن شيخ الأزهر يمنع ذلك تماما فى المساعدات التى يتم تقديمها من بيت الزكاة والصدقات التابع للأزهر.
عشنا زمنا طويلا والناس تحرص على التكافل دون ضجيج أو دعاية، واليد اليسرى لا تعرف ما تقدمه اليد اليمنى من فعل لوجه الله. ثم عشنا زمنا انتشرت فيه التجارة بالدين، وتحول «فعل الخير» عند البعض إلى وسيلة للتفاخر الكاذب بالتقوى، وإلى فعل مريض يرى فى إذلال الناس متعة، وفى استغلال آلام البشر وسيلة لكسب سياسى أو وجاهة اجتماعية.. دون وازع من دين أو إنسانية.
لم يكن الأمر خطيرا حين كان يقتصر على بعض الظواهر الفردية. لكنه تحول بعد ذلك إلى سلوك من بعض الجميعات التى تقول إنها «خيرية»،ثم إلى «ظاهرة» بائسة مع دخول قنوات التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعى على الخط، ثم أصبح الأمر كارثيا على يد الإخوان وعدد من التيارات التى خلطت الدين بالسياسة ثم بالإرهاب، لنكتشف أن عددا من الجمعيات الخيرية!! هى وسائل تجنيد لهذه التيارات، وأن حقائب المواد الغذائية هى سلاح فى الانتخابات وليست وسيلة للتكافل!!
الغريب أن تلتحق أحزاب مدنية بهذا الطريق، وأن يصبح مفهوم العمل السياسى عندها هو توزيع البطاطين وليس نشر الوعى. والمثير أن نصبح فى حاجة متزايدة إلى تذكير الجميع بعدم الاتجار فى آلام الناس أو استغلال ظروفهم الصعبة لتصوير لحظات ضعفهم وهم يتلقون مساعدة بسيطة يأمرنا الدين والإنسانية بأن يكون الستر طابعها والحفاظ على كرامة الإنسان هو عنوانها الصحيح.
ربما يجىء هذا التذكير من الأزهر الشريف فى موعده قبل فترة من شهر رمضان الكريم. ولعله يساهم فى إيقاف هذا الطوفان الإعلانى الذى يدعو للتبرع بالاتجار بآلام الناس بانتهاك براءة أطفال لا ذنب لهم إذا عانوا المرض، والمساس بإنسانية إخوة لنا احتاجوا للمساعدة.
كل هذا لا يجوز. هذا رأى الدين ومنطق البشر الأسوياء.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي