فوق الشوك

قواتنا المسلحة.. درع وسيف

شريف رياض
شريف رياض

شعور بالفخر والثقة انتابنى بالأمس ولابد أنه كان شعور كل المصريين ونحن نتابع على الهواء مباشرة افتتاح الرئيس السيسى لقاعدة برنيس العسكرية وهى قاعدة جوية وبحرية وحضوره المرحلة الرئيسية لمناورة «قادر ٢٠٢٠» أكبر مناورة عسكرية من نوعها.
الفخر يأتى من المستوى الذى وصلت إليه قواتنا المسلحة تسليحا وتدريباً والثقة هى ثقتنا فى قدراتنا العسكرية التى وصلت أعلى مستوياتها فى تاريخ مصر مما يبعث برسالة ردع مهمة جداً لكل من تسول له نفسه المساس بالأمن القومى المصرى فإذا أخذنا فى الاعتبار أيضا موقع هذه القاعدة أقصى جنوب مصر على ساحل البحر الأحمر لفهمنا المعنى والمغزى من افتتاح هذه القاعدة فى هذا التوقيت لتكون أكبر قاعدة عسكرية فى أفريقيا والبحر الأحمر.
مصر كانت دائما وستظل دولة سلام لم تسع أبدا إلى الدخول فى حروب أو مواجهات عسكرية لكن إذا فرضت عليها الحرب فهى قادرة دوما على حماية أمنها القومى وحدودها الإقليمية وهذه هى الرسالة التى تبعث بها مصر للعالم أجمع «قواتنا المسلحة درع وسيف».
.. ومازال التوتر مستمراً
.. ومازال التوتر مستمراً.. هذا هو العنوان الأدق للحالة فى المنطقة التى اشتعلت فجأة مع بداية العام الجديد بمقتل القائد العسكرى الأخطر فى إيران قاسم سليمانى بصاروخ أمريكى على الأراضى العراقية وإصرار أردوغان على التدخل العسكرى فى ليبيا.
انتقام إيران لمقتل سليمانى باطلاق صواريخها على قاعدتين أمريكيتين فى العراق بلا خسائر تذكر ودون أن يصاب جندى أمريكى واحد وإعلان طهران أنها تكتفى بهذا الرد أفقد إيران هيبتها وذكرنى بمقولة «تمخص الجبل فولد فأرا» بعدما بدا الأمر وكأنه مسرحية هزلية كشفت قدرات إيران الحقيقية على مواجهة الولايات المتحدة ونقلت التوتر بين طهران وواشنطن إلى الداخل الإيرانى فتفجرت احتجاجات ومظاهرات واسعة فى المدن الإيرانية ضد المرشد الروحى على خامنئى والقيادات السياسية تم فيها إحراق صور سليمانى فى إعلان واضح لرفض قطاعات عريضة فى الشارع الإيرانى لسياسات المرشد وقادته العسكريين.
هذه الاحتجاجات والمظاهرات مازالت مستمرة وربما أشعل وتيرة الغضب فيها اسقاط الطائرة المدنية الاوكرانية بصاروخ إيرانى ما أسفر عن مقتل ١٧٦ مدنيا دون ذنب اقترفوه ومحاولة إيران إخفاء الحقيقة فى البداية ورفض تسليم الصندوقين الأسودين للطائرة ثم عادت واعترفت بجريمتها معللة ما حدث بأنه تم بطريق الخطأ ما أكد للشعب الإيرانى كذب حكومته ومحاولتها التهرب من المسئولية بالإضافة إلى معاناته المستمرة من كبت الحريات والرأى الآخر.
لأول مرة تفقد إيران هيبتها وتبدو مهزوزة بصورة تنذر بخطر يهدد النظام نفسه بعدما رأيناه من تحد واضح لكل محاولات قمع المتظاهرين التى يقوم بها الحرس الثورى الإيرانى.. وقد تحمل الأيام القادمة مفاجآت أخرى.
على الجانب الآخر اشتد صراع الديوك فى ليبيا بعدما نجح الجيش الوطنى الليبى بقيادة المشير حفتر فى تحرير مدينة سرت الساحلية وأصبح قاب قوسين أو أدنى من تحرير مصراتة والعاصمة طرابلس ورغم أنه لم يعد يفصلنا إلا ثلاثة أيام على انطلاق مؤتمر برلين حول الأزمة الليبية إلا أن الغموض يحيط بمصيره بعد فشل محادثات موسكو لوقف إطلاق النار ورفض المشير حفتر التوقيع على الاتفاق قبل العودة لحلفائه ومطالبته بفترة زمنية ٩٠ يوما لتسليم ميليشيات السراج جميع أسلحتها تحت إشراف لجنة من الأمم المتحدة ورفضه أن تكون تركيا وسيطا فى عملية السلام.
التوتر تصاعد أيضا فى العراق ولبنان واليمن وأخيرا فى السودان.. وهكذا تبقى مصر بفضل الله وحكمة قيادتها وتماسك جبهتها الداخلية عنوانا للاستقرار فى المنطقة.