حبر على ورق

أحلام 2020

نوال مصطفى
نوال مصطفى

اعتدت مع بدايات كل عام أن أكتب مجموعة من الأحلام التى أتمنى أن أراها واقعًا فى حياتنا قبل نهايته. سمحت لخيالى هذه المرة أن يصل إلى أبعد مدى، الحلم الأول أن أرى شوارع مصر فى محافظاتها السبع والعشرين منضبطة، يحترم فيها المواطن نهر الطريق لا يسير بالسيارة أو الدراجة أو التوكتوك عكس الإتجاه فيعرض المارة للخطر.
الحلم الثانى أن ترفع كافة المخالفات من باعة جائلين يقبحون المنظر العام لبلدنا وأن تخصص لهم أماكن معتمدة من المحافظة التابعين لها مثل كل بلاد العالم. الحلم الثالث أن تحل مشكلة النظافة فى مصر، تلك المشكلة المزمنة التى تحولت إلى مستعصية. وأن نستعين بخبراء عالميين وتجارب دول سبقتنا فى الحل وحولت الزبالة إلى ثروة قومية تدخل الملايين إلى خزينة الدولة وتساهم فى الشكل الحضارى للبلد فى آن.
الحلم الرابع أن تتحول مصر إلى دولة مدنية قولا وفعلا، وأن تترجم جملة «تطوير الخطاب الدينى» إلى انفتاح فى مناقشة القضايا المجتمعية بحرية، وفصل الدين عن الدولة دون اهتزاز أو تردد، وأن تجسد السينما تلك الأفكار التنويرية فى أعمال مثل «البابوان» The Two Pops الذى عرض مؤخرا على منصة «نيتفليكس» ولاقى نجاحا فائقا فى كل بلاد العالم، المدهش أن القصة حقيقية حدثت بالفعل بين بابا الفاتيكان السابق بينديكت، والبابا الحالى فرانسيس. الحوار الممتع فى الفيلم الذى قام ببطولته اثنان من السوبر ستارز أنتونى هوبكنز وجونثان بايرس يتضمن مناقشة مفتوحة وتعرية كاملة لكل أخطاء الكنيسة، وكيف تسبب تزمتها الشديد وابتعادها عن تطور الزمن ومتطلبات المسيحيين حول العالم فى ابتعاد الكثيرين عنها. حوارات الفيلم شديدة العمق والجرأة، وهذا سيكون موضوع مقال منفصل إن شاء الله.
الحلم الخامس أن يصبح لدينا مشروع قومى للثقافة وإحياء الأخلاق لدى المواطن المصرى. أتمنى أن يصدر الرئيس توجيهاته لتدشين منصة الثقافة المصرية، ويكلف مجموعة من المفكرين والمثقفين لوضع استراتيجية ثقافية لمصر2030. وأن يتم فتح حوار مجتمعى على المنصة يجمع من خلاله أفكار الشباب وأصحاب الخبرات المختلفة فى كل المجالات لصياغة استراتيجية مكتوبة برغبات الناس وشغفهم الأصيل أن تعود للمواطن المصرى أخلاقه وقيمه بعيدا عن استلاب التكنولوجيا بجانبها السيئ لعقول الناس، وسيادة ثقافة وأخلاق العشوائيات على الكثير من شبابنا، وتربح الدراما والأغانى والسينما من تلك الموجة التجارية الهابطة. الأفكار كثيرة وقابلة للتنفيذ إذا تم تدعيم المشروع بإرادة سياسية حقيقية.
الحلم السادس وهو حلم قابل للتحقق فى ظل وجود وزير للإعلام الآن الأستاذ أسامة هيكل. الحلم هو أن تتم إعادة النظر فى خريطة برامج التليفزيون المصرى وكذلك القنوات المستقلة حتى نرى برامجا غير «التوك شو». برامج على غرار «نادى السينما» و«الأوسكار» و«النادى الدولى» و«جولة الكاميرا» و«لغتنا الجميلة» لا أقصد عودة الشكل القديم لتلك البرامج رغم إنه لم يكن سيئا، ولكن المضمون والفكرة، روح الثقافة التى كانت تهب علينا من خلال شاشة التليفزيون رفيق الأسر المصرية وأكثر وسائل الإعلام تأثيرا فى تشكيل الوعى.
الحلم السابع هو أن يحفظ الله مصرنا الحبيبة ويوفق رئيسنا عبد الفتاح السيسى فى مهمته الصعبة خلال تلك المرحلة المرتبكة فى تاريخ المنطقة العربية. كل سنة وأنتم طيبون.