«من فات قديمه تـــاه»..

تاريخ عريق وسط القاهرة.. من حارة «اليهود» لـ«الفحامين»

حارة اليهود
حارة اليهود

إذا أخذتك قدماك إلى منطقة الموسكى فحتما ستجد نفسك دون أن تشعر أمام إحدى الحارات العريقة التى اختفت كافة معالمها التاريخية والأثرية، حارة ارتبط اسمها بعدد كبير من سكان الطائفة اليهودية، ينتشر فيها ثلاثة معابد  كانت شاهدة على حياتهم في هذا المكان.

اقرأ أيضامن داخل حارة «السقايين».. سر «بئر القتلة» وشروط تعجيزية اجتازها 4 آلاف عامل

أول المعابد الثلاثة بالحارة هي مقام موسى بن ميمون، الذى بدأ بناؤه عام 1204، بعد وفاة «ابن ميمون» الفيلسوف والطبيب اليهودى الشهير، وأحد المقربين من السلطان صلاح الدين الأيوبي، بالإضافة إلى معبد «أبى حايم كابوسي»، بدرب نصير، ومعبد «بار يوحاي» بشارع الصقالية.

 

حالة الحارة الآن يرثى لها ، فلم يعد فيها إلا التجار وعربات النقل من هنا وهناك، فمن الصعب أن تترجل بها على رجليك وتخرج منها فى كامل هندامك، فالزحام الشديد وتكدس الزبائن وتزاحم السيارات وعربات نقل البضائع يجعل من الصعب الدخول والخروج إليها، وعلى الرغم من ذلك فهى ما زالت محتفظة باسمها الذي لم يعد له أدنى علاقة بمن يسكنها أو بالأنشطة التجارية التى تمارس عن طريقها.


سكن الحارة أعداد كبيرة من المسلمين والأقباط، وكان سكانها من اليهود مرتبطين بأمرين: أولهما الدخل المحدود، والثانى القرب من مصادر الرزق بالنسبة للحرفيين فى الصاغة وغيرها، أما من تحسنت أحوالهم المادية فكانوا يهجرون الحارة إلى عابدين أو باب اللوق أو باب الشعرية، ومن يغتنون أكثر ينتقلون إلى العباسية أو مصر الجديدة

 

التجار من يهود في الحارة كانت تركز نشاطهم فى الأقمشة والورق والأدوات الكهربائية، وكانت بعض اليهوديات يصنعن الحلوى والمربى ويقطرن الزهر، كما عملن فى الحياكة، من أجل توفير لقمة العيش، أما فى الوقت الراهن فللأسف الشديد لم يعد هناك شيء يدل على حارة اليهود التى تتوسط القاهرة الفاطمية الآن سوى «نجمة داود السداسية» المشغولة بالحديد على أبواب بعض المنازل القديمة المتبقية التى رحل عنها أصحابها ما بين عامى 1948 إلى 1967؛ حيث كان الحرفيون من يهود الحارة يعملون فى صناعة الذهب والفضة وصناعة الأحذية ومواقد الجاز وإصلاحها وترميم الأثاث. لكن الحارة لازالت صامدة.


«الفحامين».. هنا تجارة الأحذية

واستكمالا لجولتنا على حوارى مصر تستدرجنا ارجلنا إلى ان وصلنا لحارة الفحامين التى تقع بشارع الغورية بمنطقة الازهر ، والتى تقع فى اكثر بقاع مصر ازدحاما ، حاولنا البحث عن اى علامات ارشادية تدل على مكانها او لافته تحمل اسمها ولكننا لم نجد طريقة سوى طرح سؤال على كافة الباعة بالازهر عن مكان الحارة وبالفعل تمكنا من الوصول اليها بعد معاناه.. حيث انها حارة ضيقة لا تتسع لموطأ قدم واذا اردت الدخول لن تتمكن من السير الا على اطرف اصابعك ، فالبضاعة تتناثر هنا وهناك وعربات نقل الاحذية تتحرك فى كافة الإتجاهات وتعركل حركة سير الزبائن.


فهناك كافة الانواع والاشكال والمقاسات ، حى انها تعتبر سوق الاحذية الواسع الذى يتبضع منه كبار تجار المحلات ، فهناك الاحذية الجلدية ، والقماش، بالاضافة إلى عدد كبير من الاحذية الصينية ذات الاسعار الزهيدة والجودة.