فيض الخاطر

الكريمة سيدة الكرم

حمدى رزق
حمدى رزق

يستوجب ألا يمر حكم محكمة جنايات المنيا، السبت الماضى، برئاسة المستشار أشرف محمد على، بالسجن 10 سنوات على المتهمين بتعرية «سيدة الكرم» سعاد ثابت، هكذا مرور الكرام.. حكم تأخر طويلا، أحداث قرية الكرم جرت فى مايو 2016، ولكنه صدر أخيرًا ليمحق باطلا استشرى استقواء، وغلبة.
عجيب لم يحتف بالحكم العادل المرجفون، الذين شبعوا لطما على الخدود، وشقا للجيوب، على ضياع العدالة، وسلب الحقوق، والاضطهاد إلى حدود تعرية جدة عجوز (73 سنة) فى رابعة النهار، وعلى مشهد من الأوغاد.
جميعًا إلا المنصفين صمتوا تمامًا، وكانوا فرادى وجماعات ولوبيات يتربصون بالحكم فتنة، ويتجهزون للانقضاض على القضاء بغتة، وتعرية لحم مصر مجددًا على حوائط الفيسبوك.
لافت تعليق السيدة سعاد: «النهاردة رجع حق بهدلتى وتعريتى فى الشارع، ربنا عادل وبعت لى قضاء عادلا، بعد ما ناس كتير شككوا فى كلامي، وعشنا سنين مطرودين ومشردين فى بلدنا»، صدقت السيدة سعاد، وبهت المشككون، نعم فى مصر قضاء عادل.
قل ما شئت، وشاء لك الهوى، الزبد الإلكترونى والرغى الفيسبوكى، يذهب جفاء ما يمكث فى الأرض هو العدل بيقين قاض عادل، استرد للسيدة سعاد حقها، ورد اعتبارها، وحفظ كرامتها.
نعم، لا يحس بالنار إلا اللى كابشها، ولم يحسن استقبال الحكم إلا السيدة سعاد التى توجهت من فورها بشكرها للرئيس السيسى من بعد شكر القضاء، وخاطبته: «أنت وقفت جنبى وصدقتنى وراعيت كرامتى فى أزمتي، ربنا يخليك، وأنت بنيت لنا بيتنا.. ربنا ينصرك وينصر القضاء المصرى العادل».
حقًا وصدقا ما قالته سيدة الكرم، فالرئيس نفر إلى نجدتها، وحفظ كرامتها، واعتذر لها، وكان سندًا لها، ولكل نساء مصر، وقال فى افتتاح مشروع « الأسمرات «، ومحفوظ على يوتيوب ما نصه: «القانون سيأخذ مجراه على الجميع، ومن يخطئ سيحاسب، لا يليق أبدا أن ما حدث يحدث فى مصر أو يتكرر، ومن يخطئ فى مصر، أيًا كان، وأيًا كان عدده، سيحاسب».
أحسنت قولا جدتى الطيبة، ولو قابلتك يومًا لقبّلت رأسك ويديك وقدميك حتى تصفحي، وإن صفحتِ لك العتبى، وإن غفرتِ فأنت أم طيبة، وفى الأخير: «ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منَّا»، وهذا الذى جرى للست «سعاد» من فعل السفهاء، حقك علىَّ يا أمى، حقك على راسى.