خواطر

بعد كارثة الطائرة الأوكرانية متى تتوقـف جرائـم الملالى؟

جلال دويدار
جلال دويدار

مسيرة أحداث كارثة إسقاط طائرة الركاب الاوكرانية بصاروخ إيرانى بعد مغادرتها مطار طهران.. تمثل كارثة إنسانية بكل المقاييس. إن إقدام الأجهزة الإيرانية المعنية على إسقاط الطائرة حتى بالخطأ يؤكد حالة التخبط والاضطراب وعدم التوازن الذى اصبح يسيطر على القائمين على نظام الملالى الحاكم.
بداية أنكر هؤلاء الملالى الاتهامات الامريكية بأن يكونوا مسئولين عن هذا الحادث المأساوى الذى راح ضحيته ١٧٦ راكبا كانوا على متن هذه الطائرة. بعد يومين وعلى ضوء صور الاقمار الصناعية الامريكية التى اثبتت ان عملية الإسقاط تمت بصاروخ فوق الاراضى الإيرانية.. اعترفت طهران بمسئوليتها. قال البيان الرسمى الإيرانى ان ما جرى كان نتيجة خطأ بشرى قائم على الاعتقاد بأن الطائرة صاروخ أمريكى!!
لجوء نظام الملالى إلى الكذب تمثل فى التصريحات المتضاربة الصادرة عن مسئوليه فيما يتعلق بمسيرة الاحداث الاخيرة فيما يتعلق بصراعه مع امريكا. احد الأمثلة على ذلك ما اعلنه المرشد خامنئى بعد استهداف قاعدتين أمريكيتين فى بغداد بعدة صواريخ باليستية. قال إن العملية التى جاءت انتقامًا لاغتيال رجل إيران القوى قاسم سليمانى أسفرت عن مقتل ٨٠ أمريكيًا. صدر هذا الاعلان وسط إنكار أمريكى بأن لاخسائر فى الارواح.
بعد تصريح المرشد بساعات أعلن احد كبار المسئولين فى الحرس الثورى الإيرانى بأن الصواريخ التى وجهت إلى القاعدتين الأمريكيتين لم يكن هدفها الحاق خسائر بشرية بين القوات الامريكية الموجودة بهما!! ان ما يؤكد هذا التصريح ما تم اعلانه من الجانب الأمريكى بأن العراق أخطره بموعد هذه الضربات الصاروخية الايرانية.
هذا التضارب يعيدنا إلى الضربات الصاروخية التى تعرضت لها شركة أرامكو السعودية العملاقة للصناعات البترولية. المسئولون فى نظام الملالى انكروا الاتهامات الموجهة اليهم بأنهم وراء هذا الحادث. زعموا ان حوثيى اليمن هم من اطلقوها. حدث ذلك رغم ان كل الدلائل والتحليلات أكدت ان مواقع إيرانية هى التى كانت وراء عملية الاطلاق.
كل هذه الشواهد تؤكد ان نظام الملالى المهزوز يحترف الكذب للتغطية عن أخطائه وجرائمه لهز امن واستقرار المنطقة. هذا السلوك أدى ويؤدى إلى تصاعد مشاكل ايران وزيادة المعاناة للشعب الإيرانى الذى لم يعد يملك الا التظاهر المميت تعبيرا عن رفضه لحكم الملالى.