حكايات فوق السحاب| بالفيديو..عالية الطوال: المرأة أفضل من الرجل في الجو

كابتن طيار عالية الطوال مع محررة بوابة أخبار اليوم
كابتن طيار عالية الطوال مع محررة بوابة أخبار اليوم

تقول الأردنية، كابتن طيار عالية الطوال، بدأ حبى للطيران عندما كنت فى المدرسة وعمرى 16 عامًا، كان لدينا يوم المهنة «career day»، وكان هناك اختيارات محددة، ولفت نظرى الطيران، كانت أول مرة أرى كابتن طيار بالزى الرسمى، فقررت حينها أن أكون طيارًا.

وتابعت: "أسرتى رفضت فى البداية دخولى مجال الطيران، والدى وأمى كانا أشد الرافضين، لكن جدى، وعمتى كانا داعمين لى، والآن الوضع اختلف الجميع فقد أصبحوا فخورين بى كثيرا، حتى إن شقيقى الصغير يسير على نفس خطواتى ويدرس الآن مجال الطيران".

وأضافت: "بعد تقبلهم لدخولى مجال الطيران، أصبحت أحصل على دعم من أسرتى وأصبحوا يتفهمون غيابى عن المنزل، ووقت الامتحانات - لأن الطيارين يخضعون طوال مسيرتهم المهنية لاختبارات - يعملون على توفير المناخ المناسب للدراسة معنويا.. ويكفينى عند عودتى للمنزل أن أجد ابتسامة على وجه أمى وأبى هى عندى بالدنيا".

واستطردت: "الخوف والعادات والتقاليد، كانوا أسبابًا للمنع كما تقول «الطوال»، فنحن غير معتادين على أن المرأة فى الأردن تكون «طيارة» أو بالبلاد العربية، كان هذا الشيء جديدا على العائلة، فأهلى معظمهم أطباء أو يعملون بمشاريع خاصة بهم، وفجأة وجدوا ابنتهم تريد أن تكون طيارًا، فكان غير مقبول لديهم هذا الأمر، بالإضافة إلى أن تكلفة دراسة الطيران باهظة الثمن، كانت هناك أشياء كثيرة تمنع أهلى أن يكونوا سعداء من كونى طيارًا".

واستكملت حديثها: "بعد دراستى الطيران وتخرجى بامتياز من الأكاديمية الملكية للطيران بالأردن، قمت بالعمل فى مجال التدريب وبذلك فأنا أصغر مدربة طيران فى الشرق الأوسط، إذ كان عمرى فى ذاك الوقت 21 عاما فقط ومعظم الطلاب كانوا أكبر منى سنا، بعد ذلك عملت فى أحد الخطوط الوطنية للأردن على طائرة إيرباص 320A، كمساعد طيار، وأصبحت عضوا فى منظمة الـ«99 لقائدات الطائرات»، ثم عقب مرور ثلاث سنوات على اشتراكى فى المنظمة تم تعيينى كرئيسة للقطاع العربى للمنظمة، التى تعد من المحطات المهمة فى حياتى".

تقول الطوال: "أجد دائما أن المشهورين بأى مجال هم الرجال بالرغم من وجود نساء موهوبات، لكن الرجل هو من يسلط عليه الضوء، حتى الكوافير والشيف، كمثال.. ليس فقط عالم الطيران الذى يركز على الرجال، بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ولكن عالميا فالرجال هم من يبرزون أكثر بأى مجال عن النساء".

وتتابع عالية: "بالرغم من أن السيدة بطبيعتها لديها ما يميزها بمجال الطيران، ولا أقول نحن أفضل من الرجال، لكن نحن كسيدات طيران الفرق بيننا وبين الآخرين أننا لا نقارن أنفسنا برجال الطيران، نحن نعمل على كيف نكون طيارًا أفضل".

تقول الطوال: "إن هناك أشياء تميز الأنثى عن الرجل، منها قدرتها على تعدد المهام التى تملك ناصيتها بالفطرة، فنجد المرأة متزوجة وتحمل طفلا، وتتحدث بالهاتف، وترد على رسائل زوجها، يمكنها أن ترى كل شيء بوضوح".

تؤكد الطوال، أن مهنة الطيران قائمة على تعدد المهام التى تمتلكها المرأة بفطرتها، ففى رحلات الطيران، ونحن على ارتفاع 38 ألف قدم، إذا كان الطيار رجلًا أو امرأة، يجب أن يكون على علم بسرعة واتجاه الرياح، ويتحدث مع برج المراقبة، ويدون الملاحظات، هذا الشيء يكون موجودا لدى المرأة بالفطرة، وهذا ليس صعبا على الرجل لأن هذه وظيفته، لذلك قبل الدراسة يكون هناك مجموعة من اختبارات القبول ليتمكنوا من معرفة إذا كان الطالب سواء رجلا أو أنثى، لديه ما يؤهله ليكون قادرا على الطيران، وعلى سبيل المثال «القدرة على تمييز الألوان»، ويكون هناك إطلاع على المهارات الموجودة لديه، وأيضا يقوم طالب الطيران بالفحص الطبى، كل ذلك لا يعتمد على النوع ولكن يعتمد على الانسان ومهاراته وقدراته فقط.

تتابع الطوال: "هذا عالم رجالى فالمرأة الطيار لديها تحديات لإثبات حالها أن تكون كل يوم أفضل، كل يوم يجب أن تثبت لنفسها وللآخرين والركاب أنها دارسة ومتمكنة من الطائرة".

سألنا الطيار عالية الطوال: هل عالم قائدى الطائرات للسيدات هو عالم للجميلات فقط مثل عالم المضيفات؟! بابتسامة تقول: "«أنا جميلة»، ونحن كطيارين لا يوجد لدينا شروط خاصة بالجمال، المضيفات لديهن بعض المواصفات الشكلية ولكن نحن لا، لأن المضيفة تكون واجهة شركة الطيران، وللطيارين الكفاءة هى الأساس".

تقول عالية: "ليس لدى أى مشكلة عند إعطائى توجيهات، فكيف أصبح قائدا إذا ما لم استفد من خبرات القائد، نحن فى الطيران كل يوم نتعلم شيئا جديدا، ونتعلم من خبرات الآخرين، ونحن عالم النساء ليس لدينا الأنا الأعلى مثل الرجال، السيدة يكون لديها بعض التحفظات، وهذا مهم بالطيران، لأنه إذا كانت لديك ثقة زائدة بالنفس سوف تقتل فيجب أن تكون لديك ثقة بالنفس، ولكن بشكل طبيعى، وهذا يتوافر بالمرأة، أيضا المرأة بالمواقف أكثر هدوءا على عكس ما يقال عنها، أو أنا من اعتقد وأرى ذلك، تقول، وأنا صغيرة تعرضت لحادث، وأمى ظلت واقفة تشاهد الموقف عن كثب، لكن أبى ظل يصرخ ويبكى".

وبسؤال كابتن عالية الطوال، «هل المرأة تستطيع أن تجمع بين أعباء المنزل والطيران؟»، ابتسمت قائلة: «لست متزوجة»، لكن المرأة تستطيع أن تجمع بين الطيران والأسرة، وهذا يحتاج جهدا كبيرا من المرأة والرجل معا، لأن أى شخص فى مجال الطيران لديه عدد من التحديات، فهناك ساعات مختلفة للطيران، يجب على الرجل أو المرأة أن يضعا الاهتمام الأكثر للأسرة، والمرأة بالطبع لها دور أكبر لنجاح أسرتها، ولكن كل امرأة ناجحة تستطيع أن تجمع بين عملها ومنزلها وزوجها، كل امرأة قادرة على هذا إذا كان لديها الحب والتفانى الكافيين.

وعن أصعب الرحلات التى واجهتها، تقول عالية: كل رحلة، ولها صعوبات ومن الممكن أن تكون الصعوبة شيئا بسيطا، نحن الطيارين مدربون على ذلك، وعلى مواقف صعبة غير متوقعة، أحيانا عندما أكون ذاهبة لرحلة، وتحدث أزمة فى الطريق ويجب أن أكون فى موعد محدد تكون هذه صعوبة أواجهها، لأن واحدة من صفاتنا أن نكون دقيقين فى المواعيد لأنه من غير المعقول أن تتأخر طائرة من أجل الطيار «مزنوق فى المرور» أو حدثت له أزمة أو هناك طقس مربك قيد حركته من هنا تكمن المشكلة.

وتتابع: كان لدى رحلة إلى دبى، والطقس كان سيئا حاولنا أن نهبط أول مرة، ولم نتمكن حاولنا أكثر من مرة الهبوط لسوء الطقس إلى أن تمكنا من الهبوط بنجاح، ومرة أخرى حدث معى عطل بالمحرك عند الإقلاع على أرض المطار وتحدثت مع برج المراقبة أن لدى عطلا، وبعض الطيارين الآخرين قالوا إنهم رأوا شعلة من المحرك، وهذه كانت واحدة من التحديات، وعالجت الأمر بالإجراءات الصحيحة، وأنزلنا الركاب، وتم إلغاء الرحلة، وظلت الطائرة 10 أيام تخضع للإصلاح، وعن أطول رحلة قامت بها، تقول كانت 13 ساعة وكانت متوجهة لمونتريال بكندا.

عن حياة الطيار الصعبة، تحكي: فى أحيان كثيرة أكون غير قادرة على التواجد فى المناسبات الاجتماعية والأعراس، خطبة بنت عمى لم أستطع أن أكون معها كانت لدى رحلة، وعند وفاة جدتى لم استطع أن أحضر الجنازة كنت أتمنى أن أكون موجودة، نحن بسبب المهنة غائبون عن أعياد الميلاد، وأمراض الأقارب، هذه حياتنا وهذا الشيء الذى نتفهمه وشريك حياتنا يجب أن يتفهمه والأهل أيضا.

وعن لماذا يأكل الطيار والمساعد على الطائرة وجبات مختلفة وفى أوقات متنوعة تقول الطوال: "أوقات مختلفة لأنه لابد أن يأكل واحد، والآخر يتابع القيادة، وجبات مختلفة كى لا يصاب أحدهم بتسمم، على أسوأ الظروف فيكمل الآخر الرحلة حتى الهبوط لأن معه أرواحا".