خواطر

مصــر مجمــع كـل الأديـان الســماوية حريصة على تسامحها وتراثها الحضارى

جلال دويدار
جلال دويدار

تقاس حضارية الشعوب والدول بمدى التزامها بالتعاليم الإلهية القائمة على السماحة والتعايش السلمى والقبول بالآخر. يأتى ذلك إيمانا بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) صدق الله العظيم. المفسرون اتفقوا على ان الآية الكريمة تعنى الدعوة إلى التعارف بين الناس على اساس التسامح والتناصح والتناصر بالحق. وفقا لهذا المعنى تبرز مصر المحروسة بعاصمتها ذات الألف مئذنة وشعبها المتدين.. كنموذج لما طالب الله به عباده. قد يكون من بين مايؤكده.. الله عز وجل. فى هذا الصدد ذكر اسم مصر فى كتابه الكريم.
 من هذا المنطلق كانت مصر المحروسة على مر السنين ملتقى للديانات السماوية وملجأ لأنبياء الله من عسف وظلم الرافضين. كان من الطبيعى ان تكون دور العبادة لهذه الأديان السماوية جزءا من تراث مصر الزاخر بكل معانى التسامح والحضارى.
  فى هذ الإطار دعا د. خالد العنانى وزير السياحة والآثار -الجمعة الماضية -إلى احتفال بالإسكندرية بمناسبة انتهاء وزارة الآثار من اعمال الترميم للمعبد اليهودى التى استغرقت عامين ونصف العام. جرى الاحتفال بحضور اللواء محمد شريف محافظ الاسكندرية وكبار المسئولين بوزارة الآثار وعددمن السفراء ورؤساء الطائفة اليهودية.
هذا المعبد يعد من أقدم المعابد اليهودية بالإسكندرية حيث تم بناؤه عام ١٨٥٠ بتوجيه ومساهمة من أسرة محمد على.من ناحية أخرى فقد أقيم هذا المعبد على انقاض معبد يهودى قديم تم تدميره إبان الحملة الفرنسية على مصر ويشتهر بأنه من أقدم المعابد اليهودية بالشرق الأوسط.
إن ماقامت وتقوم به مصر المحروسة فى هذا الشأن حفاظا على تراثها إن دل على شىء فانه يدل على عظمتها وعظمة شعبها.
ان جهودها فى هذا الصدد لا تقتصر على دين معين وانما تشمل كل الأديان السماوية الإسلام والمسيحية واليهودية. انها والي جانب رعايتها ومحافظتها وتعظيمها لدينها الاسلامى تهتم أيضا بتراثها المسيحي وهو ما تمثل بشكل جلى مع قطاع السياحة وتجهيزاتها واعدادها لمسار العائلة المقدسة خلال رحلتها الى مصر.
لاجدال أن كل ما تقوم به الآثار من انشطة تشمل التنقيب والاكتشافات الجديدة تعد من أهم عوامل الجذب للسياحة الثقافية التى تزخر بها مصر، من هذا المنطلق فإن الجمع بين السياحة والآثار يعد خطوة مهمة. إن تعظيم عائد هذه الخطوة يحتم التعاون والتنسيق بين النشاطين لضمان أن يخدم كل منهما الآخر، لتحقيق الفائدة المرجوة لابد من الاتفاق والتوافق فيما يتعلق برسوم المزارات أمر مهم لكليهما خاصة إذا تم بصورة مناسبة ومعقولة.