شد وجذب

الفرحة المفقودة

وليد عبدالعزيز
وليد عبدالعزيز

لماذا نحن المصريين نستحضر دائما حالة الكآبة والحزن عندما نتحدث عن أحوالنا رغم ان الجميع وعلى كافة المستويات حدثت فى حياتهم اليومية نقلة إيجابية على الأقل خلال السنوات الثلاث الماضية.. أرى شعوبا كثيرة أحوالها اصعب منا بكثير وتعيش فى ظروف غير طبيعية ومع ذلك تجد الجميع يبحث عن الضحكة والسعادة.. الرضا والقناعة والابتعاد عن فلسفة جلد الذات قد تكون احد الحلول لاستحضار السعادة المفقودة رغم اننا شعب يستحق ان يكون سعيدا لأنه شعب صاحب إنجازات حقيقية وحقق العديد من النجاحات فى ظل ظروف صعبة كانت تحاصر الدولة المصرية داخليا وخارجيا.. قد تكتشف ان الشعوب الأوربية من اكثر شعوب العالم واقعية لأنها تتعامل مع المواقف طبقا لحجم ونوعية وطبيعة الحالة.. العمل بجدية خلال فترات العمل.. والاستمتاع التام بأوقات الفراغ.. والتعايش طبقا للدخل المتاح فقط مع السعى لتحسين احوال المعيشة إن أمكن.. كل هذه المعطيات قادرة على ان تجعل الإنسان يعيش بواقعية بعيدا عن السخط وعدم الرضا لأنها أمور تحرم الكثيرين من النظرة الحقيقية والواقعية لمتغيرات الحياة..كنا منذ سنوات نعانى من الانفلات الأخلاقى والبطالة ونقص الخدمات مع غياب الأمن والأمان.. أتذكر فى هذه المرحلة ان الجميع كان يتحدث عن أهمية عودة الأمان فقط وكنا على استعداد للاستغناء عن أشياء كثيرة مقابل أن يعود الأمان ونشعر جميعا بالاطمئنان على أسرنا.. واليوم وبعد ان تم إصلاح أشياء كثيرة وعاد الأمان والاستقرار وتحسنت الأوضاع إلى الأفضل أصبحنا نخترع متطلبات جديدة قادرة على افساد فرحتنا بما تحقق وتم انجازه بالفعل..شروط الفرح والسعادة تتلخص فى الرضا بما قسم الله للعباد والسعى إلى تحسين الأوضاع طبقا للمتاح بالإضافة إلى الإخلاص فى العمل لأننا جميعا نعمل فى دائرة تكمل بعضها البعض بمعنى ان اى إهمال فى نقطة سيترك اثرا سلبيا على باقى النقاط.. نستطيع ان نصنع الفرح والسعادة لأنفسنا لو تعاملنا مع اوضاعنا بكل شفافية ونظرنا إلى احوال الشعوب المجاورة.. ستجد الكثيرين يتمنون ان تصل أحوالهم إلى نصف ما وصلت إليه مصر..هذا الكلام كتبته بعد ان جمعتنى الصدفة بمواطن عربى بإحدى الدول الأوربية ودار بيننا حديث عن اوضاع الأمة العربية ووجدت الرجل يقول بكل تلقائية ان الشعب المصرى هو الشعب العربى الوحيد الذى يستحق ان يعيش فى أفراح مستمرة لأنه شعب صمد ضد مؤامرة الدمار العربى وتحمل اصعب برنامج إصلاح اقتصادى ويمتلك عبقرية تجعلنا نشعر ان المصريين حقًا هم عنوان القوة والصمود.. الرجل تذكر انه كان يمتلك بيتًا فى بلده ولكنه اليوم لا يمتلك لا بيتًا ولا بلدا وأصبح هو والملايين من ابناء وطنه يعيشون كلاجئين فى مختلف دول العالم بعد ان تحولت بلده إلى حقل تجارب كبير لتجربة كل أسلحة العالم.. دعونا نفرح ببلدنا وندعو للأشقاء فى ليبيا وسوريا والعراق واليمن ان ينعموا بنعمة الأمان والاستقرار والخروج من تحت عباءة الاحتلال حتى تستعيد هذه الشعوب الفرحة المفقودة.. وتحيا مصر