بدون تردد

التعنت الإثيوبى (٢)

محمد بركات
محمد بركات

تشهد العاصمة الأمريكية واشنطن اليوم انطلاق دورة المفاوضات الحاسمة، بين الدول الثلاث: مصر والسودان وأثيوبيا، على مستوى وزراء الخارجية والرى، بحضور ممثلين عن وزارة الخزانة الأمريكية والبنك الدولى.
تسعى المفاوضات للتوصل لاتفاق عادل ومتوازن، حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبى، بما يحقق مصالح الدول الثلاث، ولا يؤدى لإلحاق الضرر بأى دولة من دول المصب مصر والسودان.
يأتى هذا الاجتماع بعد فشل الاجتماعات السابقة بين الوفود الوزارية والفنية للدول الثلاث، فى تجاوز الخلافات القائمة حول المدة الزمنية لملء الخزان، والقواعد المنظمة لتشغيل السد، بما لا يؤثر بالسلب على حصة مصر من المياه، وفقا للحقوق المشروعة والتاريخية المتفق عليها فى الاتفاقيات الموثقة.
وليس سراً أن فشل المفاوضات المطولة التى دارت طوال السنوات الماضية، وخاصة فى الجولات الأربع الأخيرة، يعود فى جوهره وأساسه إلى التعنت الإثيوبى المتواصل، ورفضها لجميع الأطروحات الفنية التى تقدمت بها مصر لحل الخلافات.
كما يعود أيضا إلى سعى الجانب الإثيوبى الدائم للمراوغة خلال المفاوضات، وإضاعة الوقت بصفة دائمة، بما كشف عن نيتها لعرقلة سير المفاوضات، تمهيداً لفرض الأمر الواقع، وبسط سيطرتها على النيل الأزرق، وملء وتشغيل السد وفقا لمصالحها فقط، ودون أدنى مراعاة للمصالح المائية لدول المصب وخاصة مصر.
وذلك على الرغم من التزام مصر طوال المفاوضات بإبداء حسن النية التام، والإعلان عن حرصها وتفهمها للمصلحة الأثيوبية، وحاجتها للطاقة لتحقيق التنمية،...، إلا أن الجانب الإثيوبى استمر على تعنته ووضع العقبات أمام التوصل لاتفاق عادل يحقق مصالح الجميع ولا يضر بمصر،...، ونسى أو تناسى أن مياه النيل بالنسبة لمصر مسألة حياة وقضية وجود.