تعيش استراليا مسلسل خسائر مستمر في الأرواح والممتلكات بسبب حرائق الغابات التي اندلعت منذ عدة أسابيع وتسببت في خسائر بيئة فادحة ونفوق عدد كبير من الحيوانات.
وارتفع هذا الأسبوع فقط العدد الإجمالي للحيوانات التي يُخشى موتها في حرائق الغابات في أستراليا إلى أكثر من مليار حيوان منها حيوانات كثيرة مهددة بالانقراض.
وانتشرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي لحيوانات فارقت الحياة في الحرائق.
وظهرت صور تفحم حيوانات أثناء محاولات الفرار من جحيم النيران، حيث أتت الحرائق على نحو أكثر من 46% من مجموع المساحة التي أحرقت في الأمازون البرازيلية العام الماضي، علما بأن استراليا تعانى من الجفاف ومستمر لمدة عدة أشهر أخرى.
وأبدى علماء البيئة تخوفهم من أن تؤدي الحرائق إلى محو الأنواع المهددة بالانقراض من الخريطة.
وقال عالم البيئة مارك جراهام، في خطاب أمام البرلمان الأسترالي شهر ديسمبر المنصرم، إن الحرائق التي أتت على مساحات كبيرة من غابات أستراليا أدت إلى نفوق عدد كبير من الحيوانات.
وخص بالذكر حيوان الكوالا وسقط منه الكثير في الحرائق والذي يتخذ من أشجار الكاليتوس بيئة معيشية، وهي المعروفة بشدة اشتعالها، موضحا أن حرائق الأشجار تهدد حياة حيوان الكوالا.
ووفق الجارديان البريطانية، أكد عالم البيئة الأستاذ بجامعة سيدني كريس ديكمان، أن الأرقام التي تناقلتها وسائل الإعلام عن عدد خسائر الحيوانات فى الحرائق لا تمت للواقع بصلة وأن الأرقام أكبر بكثير من التي يتم نشرها في صفحات الجرائد وعلى وسائل الإعلام، موضحا أن مراصد تتبع الحيوانات تفتقر للآليات التي تجعلها متأكدة من العدد الدقيق المتواجد في أستراليا وبالتالي فإن معرفة عدد الضحايا من الحيوانات صعب إن لم يكن مستحيلا على حد تعبيره.
وتابع كريس ديكمان عالم البيئة الأستاذ بجامعة سيدني: "إننا لا نملك بيانات عن عدد حيوانات بعينها مثل الخفافيش والضفادع واللافقاريات، مما يجعل من الصعب معرفة عدد الحيوانات التي ماتت، والأرقام التي اطلعت عليها وسائل الإعلام تخص ولاية نيو ساوث ويلز فقط".
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي، مئات الفيديوهات لعمليات إنقاذ حيوانات من خطر الحرائق في استراليا، وخصوصا فيديوهات، لإنقاذ حيوانات نادرة مثل "الكوالا"، وإسعاف حيوانات أليفة، فيما اتجهت إحدى حدائق الحيوان في استراليا إلى أن يصطحب العاملون بها الحيوانات معهم في المنازل حفاظا عليهم من الحرائق.
ودعت السلطات الأسترالية لإجلاء جماعي آخر من جنوب شرقي البلاد المكتظ بالسكان، في الوقت الذي أجج فيه ارتفاع درجات الحرارة حرائق الغابات الهائلة، مما يشكل تهديدا على عدة بلدات وتجمعات سكنية، وقال دانييل آندروز رئيس وزراء ولاية فيكتوريا، في إفادة بثها التلفزيون: "إذا تلقيتم تعليمات بالرحيل، فعليكم أن ترحلوا. هذه هي الطريقة الوحيدة لضمان سلامتكم. الوضع خطر في بعض هذه المناطق ولا نستطيع ضمان سلامتكم".
ووفقا للحكومة المركزية، فقد لاقى 27 شخصا حتفهم في الوقت الذي التهمت فيه الحرائق المستعرة أكثر من 25.5 مليون فدان من الأراضي، وتشرد آلاف الأشخاص، بينما اضطر آلاف آخرون للنزوح أكثر من مرة بسبب شدة الحرائق.
وكان سكان بلدة مالاكوتا الساحلية بولاية فيكتوريا، حيث تقطعت السبل بالآلاف على الشاطئ لأيام حتى انتهاء الإجلاء العسكري، الأربعاء، من بين الذين جرى نصحهم مرة أخرى بالهرب.
