فى الصميم

حرب وانتقام.. ولكن كل شىء على ما يرام!!

جـلال عـارف
جـلال عـارف

فى الوقت الذى كان الجميع يتوقعون استمرار الرئيس الأمريكى ترامب فى سياسة التهدئة العسكرية مع إيران وتجاهل استفزازاتها مكتفيا بتأثير العقوبات الاقتصادية الصارمة.. جاء اغتيال قاسم سليمانى ليغير قواعد اللعبة.
وفى الوقت الذى كان الجميع ينتظر أن يأتى الرد الأساسى على الضربة الأمريكية من جانب الميلشيات الحليفة لإيران فى المنطقة، جاء قرار المرشد الإيرانى بأن يكون الرد إيرانيا، وأن يكون الهدف أمريكيا، وأن يكون الثأر من أمريكا على أرض العراق التى شهدت الضربة الأمريكية التى قتلت سليماني.
بالأمس جاء الرد الإيرانى باستهداف قاعدتين عسكريتين فى العراق حيث توجد قوات أمريكية بالصواريخ لكن الأمر بدا وكأننا امام «سيناريو» يحقق المطلوب لإيران بإثبات أنها قادرة على الرد. وفى نفس الوقت يجعل من الرد بلا تأثير كبير، حيث لا قتلى ولا جرحى وإنما أضرار مادية تسمح للرئيس الأمريكى أن يذهب للنوم بعد الضربة الصاروخية معلنا: كل شيء على ما يرام!! وتسمح لوزير الخارجية الإيرانى أن يسارع بالتأكيد على أن الضربة انتهت عند هذا الحد ولا نية هناك للتصعيد!!
هل سيقف الأمر عند هذا الحد؟!.. بالتأكيد مازال الصراع طويلا، وإن كان المرجح ان تتوقف طهران.. فى هذه الجولة.. عن التدخل المباشر، وان تعود لاستخدام الحلفاء  فى محاولة لتجنب حرب لا تتحملها، مع الحفاظ على  مراكز قوتها فى المنطقة لحين إشعار  آخر.
المأساة أن العراق سيكون الساحة الأساسية للصراع مع تأثيرات أقل فى ساحات عربية أخري. والخطر الأساسى ان يكون ثمن تجنب الحرب بين أمريكا وإيران هو إغراق العراق الشقيق فى حرب طائفية لا تنتهى، بعد أن كان شعب العراق الشقيق قد بدأ فى حراك عابر للطائفية ورافضاً للوجود الأجنبى وماضيا فى طريقه لاستعادة الوطن.