فى الصميم

حصننا الباقى..

جـلال عـارف
جـلال عـارف

يأتى عيد الميلاد المجيد هذا العام، وكل ما حولنا يؤكد أن جوهرة مصر الحقيقية هى وحدتها الوطنية، وأن أقدس واجباتنا هو الحفاظ عليها وقطع كل يد تحاول أن تمتد إليها بالسوء، وكل فكر ضال يتوهم أن أرض مصر الطيبة يمكن أن تبنت الكراهية والتعصب، وهى التى لم تكن يوما إلا هادية الإنسانية كلها إلى طريق الخير والمحبة والإخاء.
تدفع المنطقة حولنا الفواتير الباهظة للتآمر على وحدة شعوبها، واستقرار دولها. وتجنى الثمار المرة لسنوات الحروب المذهبية والصراعات المدمرة التى فتحت الأبواب للتدخل الأجنبى وجعل من معظم دولنا العربية ميدانا للحروب بالوكالة وهدفا للغزاة الجدد، وميدانا لعصابات الإرهاب المتاجرة بالدين الخائنة للأوطان.
نعرف أن وحدتنا الوطنية هى التى حفظت وطننا على مدى التاريخ، ونعرف كيف استعصت على كل الأعداء، وكيف قهرت كل المؤامرات، وكيف قدمت كل التضحيات لكى تظل مصر وطنا لأبنائها أجمعين.. يبنونه معا، ويدافعون عنه معا، ويتشاركون فى تحمل الصعاب وقهر التحديات، كما يتشاركون فى جنى ثمار ما بنوا وما ضحوا من أجله.
أمامنا تحديات صعبة. علينا أن نستكمل معركة البناء، ومعركة تصفية بقايا الإرهاب واستئصال جذوره المادية والفكرية. وعلينا -وفى نفس الوقت- أن نواجه محاولات استنزافنا وتهديد حدودنا من قوى الشر التى لا تريد خيرا لمصر، ولا تتوقف عن التآمر بحثا عن ثأر من افساد مصر لمخططاتهم واسقاطها لأوهام إخضاع المنطقة لسطوة الفاشية الدينية بكل تخلفها وعمالتها للأعداء.
أمامنا تحديات صعبة، لكننا أقوى على مواجهتها. جيشنا مستعد، وشعبنا على قلب رجل واحد، ووحدتنا الوطنية هى الحصن الحصين لوطن لا ترتفع فى سمائه إلا رايات مصر.
فى عيد الميلاد المجيد.. التهنئة خالصة لاخوتنا الأقباط، والسلام والأمن للوطن العزيز.