قصص نجاح ملهمة سطرها رواد أعمال مصريون في البحرين

مدير تطوير الأعمال خلال حوارها مع «الأخبار»
مدير تطوير الأعمال خلال حوارها مع «الأخبار»

شاب يؤسس أول منصة تبادل عملات مشفرة وآخر ينجح فى مواجهة «سوسة النخيل»

 

المشروعات الصغيرة مستقبل المنطقة والتطور الرقمى ضرورة حتمية.. هذا ما أكدته بكيزة عبد الرحمن، عضو مجلس تنمية الشركات الصغيرة والمتوسطة ومدير تطوير الأعمال بقطاع الشركات الناشئة بمجلس التنمية الاقتصادية البحريني. 

 

حاورتها «الأخبار» على هامش إحدى الفعاليات الاقتصادية بالقاهرة، وأشارت إلى نماذج وقصص نجاح لرواد أعمال مصريين فى البحرين بمشروعات جديدة ومبتكرة وإلى التفاصيل.

 

بداية أكدت «بكيزة» أهمية قطاع المشروعات الصغيرة وريادة الأعمال كأحد مصادر الدخل وتنوع الاقتصاد وخلق وظائف المستقبل، وأشارت إلى ضرورة التطور الرقمى وأهميته بالنسبة للشركات الناشئة حول العالم واستغلال هذه التكنولوجيات وتسخيرها لتنمية بيئتهم والعائد العملى والاقتصادى.


وحول مساهمة هذا القطاع فى الاقتصاد البحرينى قالت: المشروعات الناشئة والصغيرة والمتوسطة تساهم بنسبة كبيرة تفوق الـ ٩٨٪ من الاقتصاد المحلى وخلق وظائف ليست فقط تتميز بعددها ولكن بنوعيتها والتخصصات المختلفة.


المنطقة العربية


وأوضحت أن قطاع التكنولوجيا المالية يشهد طفرة ملموسة فى المنطقة العربية، وعلى وجه الخصوص فى البحرين بحيث كان هناك كثير من القوانين التى تم إصدارها لأول مرة فى الشرق الاوسط، مثال على ذلك البيئة الرقابية التجريبية التى أطلقها مصرف البحرين المركزى منذ سنتين، وظيفة هذا البرنامج أنه لو هناك شخص لديه فكرة متطورة وجديدة وتخدم القطاع المصرفى من الممكن أن يؤسسها فى هذه البيئة ويتخرج منها بعد تسعه أشهر حاصل على ترخيص من البنك المركزى.


وتابعت: رائد أعمال مصرى وهو شاب فى مقتبل عمره تقابلنا معه فى إحدى الفعاليات منذ عامين واخبرناه عن وجود هذه البيئة الرقابية التجريبية وأسس فيها شركة وتخرج منها وأصبح الآن مؤسس أول منصة مرخصة لتبادل العملات المشفرة من قبل بنك مركزى فى الشرق الأوسط كله، وصاحبنا فى مؤتمرات متعددة حول العالم مثال على ذلك فى لشبونة الشهر الماضى ذهب وتحدث عن مشروعه وشركته أمام ٧٥ ألف شخص وهذا مثال على الانفتاح والفرص التى نشهدها فى القطاع المصرفى كذلك قطاعات إنترنت الأشياء والموضة والألعاب الرقمية، كل هذه القطاعات تكبر وتحقق طفرة كبيرة فى استخدام التكنولوجيا، والتى يجب تسخيرها لكى تكون المنطقة العربية منطقة جذب انتباه للمستثمرين العالمين وتنمية رواد الأعمال فى المنطقة.


تيسير الإجراءات


وحول الآليات التحفيزية لدعم رواد الاعمال والشركات الصغيرة والناشئة وحتى على مستوى الشركات الكبيرة، أشارت إلى تقديم منح قد تستخدم للبرامج التسويقية للشركات الناشئة أو دعم رواتب الموظفين بنسبة ٥٠٪ من السنة الأولى ونسبة ٣٠٪ من السنة الثانية والقوانين ميسرة لأصحاب الاعمال لتأسيس شركاتهم ولا تخضع لضرائب ويوجد عدة برامج لاحتضان الأعمال ومسرعات الأعمال مفتوحة للجميع وليست فقط محصورة لرواد الأعمال البحرينيين هى مفتوحة للجميع ممكن أن يأتوا ويشاركوا فيها ويؤسسوا شركاتهم ويتوسعوا فى التسويق الخارجى والإقليمي.


وأشارت إلى أهمية عنصرى الوقت والسرعة فى تأسيس الشركات، وقالت: رائد الأعمال يستطيع أن يؤسس شركته «أون لاين» دون الحاجة إلى زيارة وزارة التجارة والصناعة، إضافة إلى أن البحرين مفتوحة للتملك الأجنبى بنسبة ١٠٠٪ بدون الحاجة إلى كفيل وبدون تعقيدات تطول المسافة فى تأسيس الشركة، جميعنا فى مجلس التنمية الاقتصادية دورنا التعريف بهذه الطرق والسبل لتأسيس الشركات ونقدم استشارات ومعلومات ودعم فنى ومادى، ومن خلال مبادرة «ستارت اب» البحرين التى أطلقها المجلس فى ٢٠١٦ رأينا أن كثيرا من رواد الأعمال لم يكونوا يعرفون إلى أين يذهبون لتأسيس شركة وليس لديهم فكرة كيف يتسلمون التحفيز المعنوى والتمويل المادى، ولهذا أطلقنا هذه المبادرة لجعل كل المعلومات فى منصة رقمية إلكترونية واحدة مدعومة من كل الشركاء الحكوميين والقطاع الخاص.


التنوع الاقتصادى


وأضافت أن الشركات الناشئة والمشروعات الصغيرة، هى المستقبل ومستقبل التنوع الاقتصادى فى مجتمعاتنا ومهم جدا أن تكون الشركات الناجحة نموذجا للتكامل الاقتصادى بين البلدان العربية، وقالت: كل عملنا يحظى ببعد استراتيجى لجعل منطقة الشرق الأوسط اقتصادها يعتمد على التنوع الاقتصادى ويعتمد على اختلاط الشباب ورواد الأعمال فى بناء هذا المستقبل.


وأشارت إلى اتفاقية تعاون بين البنك المركزى المصرى والمصرف المركزى البحرينى فى المجال الرقمى والتكنولوجيا المالية، وقالت: يشرفنا التعاون مع جهاز تنمية المشروعات المصرى وهناك تعاون قائم، ونرحب بالتعاون فى شتى المجالات ونتواجد فى مصر لإجراء المزيد من الشراكات.


فرص ونجاحات


واختتمت قائلة: قصص نجاح كثيرة سطرها رواد أعمال مصريون فى البحرين، تعطى دفعة أمل وفرصا لغيرهم للسير على نفس النهج والاستفادة من البرامج التمويلية المختلفة، ويوجد مثال آخر بخلاف أول منصة لتبادل العملات، شاب مصرى شارك فى مسرعة أعمال وحصل على تمويل وأسس شركته وفكرته هى عبارة عن مجسات صغيرة توضع فى النخل وتعطى للمزارع معلومات عن «سوسة النخيل» بحيث إنه قبل التهام السوسة للنخيل وتكبيد المزارع خسائر كبيرة يمكن التحذير بوجود «السوسة» قبلها بوقت لأن هذه المجسات تقيس الصوت للسوسة وهى تتحرك داخل النخلة، فأسس هذه الفكرة فى البحرين، وتم تدشين خط إنتاج لهذه المجسات فى الصين واستطاع بيع جهازه وعمل اتفاقيات مع البحرين وابو ظبى وماليزيا وغيرها من الدول.