تعرف على الحديقة المركزية الأكبر في العالم بـ«العاصمة الإدارية»

العاصمة الإدارية
العاصمة الإدارية

عاصمة جديدة لمصر، البعض قد يراه ترفا ورفاهية مبالغاً فيها، ولكن من يفكر كذلك هو غالبا شخص ينظر أسفل قدميه، لا يعلم أن وجود عاصمة أخرى هو مرحلة للانطلاق نحو التطور والعالمية، فالجميع منا ضاق ذرعا من الزحام المرورى فى شوارع القاهرة الكبرى والروتين اليومى فى قضاء الأعمال والمصالح.. ولكن فى عاصمة مصر الجديدة كل شىء ذكى متطور تكنولوجى مراقب بكاميرات.

فنجد عدادات مرافق تلتقط القراءات تكنولوجيا، شوارع بإشارات مرور آلية، مخلفات يتم جمعها أتوماتيكيا، وزارات ومبانى وأبراجا شاهقة مراقبة إلكترونيا.

 حياة جديدة فريدة لا نراها إلا فى البلاد المتقدمة ولكن اليوم نحن نحقق الحلم على أرض مصر بالإنجاز الذى يتم حاليا فى العاصمة الإدارية الجديدة ذلك المشروع الذى يشهد أعمالا جبارة وملحمة يسطرها التاريخ وتحول فى عمر البلاد.

ملحمة تتم فى صمت آلاف المهندسين والعمال والمعدات تعمر الصحراء وبعد أقل من 4 أعوام نرى مبانى للوزارات انتهت وأبراجا شاهقة اخترقت حاجز الأرض وحديقة خضراء ستكون الأكبر في العالم.

«بوابة أخبار اليوم».. رصدت تفاصيل هذه المعجزة التي تعتبر درة المشروعات القومية في العصر الحديث وشهدت الأعمال فى حى المال والأعمال والنهر الأخضر وحي الوزارات ومدينة الثقافة والفنون والمدينة الرياضة والأحياء السكنية بالعاصمة، فدعنا نأخذكم فى جولة على أهم مشروعات مصر المعاصرة.

ولأن أى مدينة جديدة ذكية مستدامة تتطلب مقومات الحياة الطبيعية الصديقة للبيئة فإنها تشترط وجود مسطحات خضراء ومناظر طبيعية لتكون متنفسا لسكان المدينة، ولأن العاصمة الإدارية تم تخطيطها منذ البداية لتكون مدينة مستدامة فتم مراعاة تخطيط مساحات خضراء وذلك من خلال الحديقة المركزية للعاصمة والتي ستكون أحد أكبر الحدائق المفتوحة في العالم بمساحة ألف فدان وطول 10 كم، وتضم نهرا أخضر ومتنزهات ومسارح مكشوفة ووحدات تجارية ومسارات للدراجات وغيرها.

«بوابة أخبار اليوم» شهدت على الطبيعة الأعمال التى تتم فى الحديقة والنهر الأخضر حيث بدأت 6 شركات مقاولات في إطلاق معداتها لأعمال تمهيد التربة تمهيدا لتنفيذ نموذج من الحديقة بمساحة 7 أفدنة كى يتم تعميمها على كل الحديقة عقب اعتمادها رسميا.

ومن خلال جولة «بوابة أخبار اليوم» على مشروع الحديقة المركزية تجد مساحات شاسعة من الرمال الصفراء على وشك التحول إلى جنة خضراء تضم بحيرات وملاعب جولف وغيرها، مشروع النهر الأخضر الذى يتوسط العاصمة الإدارية.. أعمال الحفر والتسوية مستمرة للانتهاء من المشروع فى أسرع وقت كما يلفت الانتباه انتشار الآلات العملاقة داخل الموقع ومن المتوقع أن يكون النهر الأخضر منطقة رائعة الجمال تضفى جمالاً ورونقاً للعاصمة.

وأكد م. أشرف يونان نائب رئيس جهاز مدينة العاصمة الإدارية، أن مشروع الحديقة المركزية فى العاصمة يعمل به 6 شركات هم اتحاد شركتى حسن علام واوراسكوم بجانب المقاولون العرب والمراسم وبتروجت ورديكون وطلعت مصطفى بحجم أعمال حوالى ٩ مليارات جنيه بتمويل من هيئة المجتمعات العمرانية.

وأشار إلى أن الحديقة سوف تحاكي الطبيعة بحيث تضم مناطق خضراء وبحيرات ونهرا يسمى النهر الأخضر بجانب مرتفعات تشبه التباب ويجرى العمل حاليا على تنفيذ نموذج بمساحة 7 أفدنة يضم بوابة ليتم تعميمه على باقى مساحة المشروع الذى يجرى تنفيذه كله فى آن واحد.

منهمكاً فى توجيه العمال وعلامات الإرهاق تبدو ظاهرة على وجهه, إنه المهندس عبد الفتاح عبد المنعم مهندس المساحة بشركة بتروجت إحدى الشركات العاملة بالمشروع, الذى أكد أن العمل يسير على أكمل وجه فى مرحلة رمى الطبقات.

وأكد أن الخطة الزمنية للانتهاء من المشروع خلال 3 سنوات حيث بدأ العمل الفعلى بداية شهر يناير الماضي, وتابع أن المشروع سيضم مسطحات خضراء وملاعب جولف وبحيرة بطول النهر، مضيفاً أن موقع العمل فى الوقت الحالى يضم 3 حفرات و4 بلدوزارات بالإضافة إلى 15 سيارة نقل وغيرها من المعدات.

ويصل طول الحديقة إلى أكثر من 10 كم وتصل مساحتها إلى حوالى ألف فدان مقسمة على 8 مناطق بينها 740 فدانا مناطق خضراء مما يجعلها من أكبر الحدائق حول العالم وهى حديقة تحترم الطبيعة الطبوغرافية للمكان وتتناغم مع النظام البيئي العام وستوفر مناطق ترفيهية بمعايير عالمية، ويسهل الوصول إليها عن طريق شبكة متكاملة من ممرات المشاة والدراجات كما تشتمل الحديقة على مجموعة من المشروعات ذات الطبيعة المتميزة والتي ترفع من قيمة ومستوى الحديقة إلى المستوى العالمى مثل النوادي والحدائق المتنوعة وسيتمتع بها جموع المصريين من مختلف شرائح المجتمع وستتيح الحديقة فرصة أكبر للتفاعل المجتمعى بين سكان العاصمة ونطاقها الأشمل.