الخروج عن الصمت

لا يعرفها أحد

محمد عبد الواحد
محمد عبد الواحد

بقلم/ محمد عبدالواحد

فى نهاية شهر نوفمبر كان حفل زفاف ابن أخى، وبالطبع لأننى أعمل فى مهنة الصحافة أردت أن أدخل البهجة والسرور على قلب حبيبى بنشر صورته مرة فى جريدتى الأخبار ومرات أخرى فى مجلات تصدر عن بعض المؤسسات الأخرى حيث الأصدقاء والزملاء الأعزاء الذين رحبوا بنشرها.


فور الصدور أرسل الزميل صورة من البروفة النهائية للصفحة على الواتس حتى يؤكد لى وجودها وأنه تم النشر وأبلغنى أن العدد موجود فى القاهرة من يوم الأحد بالليل أى مع التوزيع الليلى أما باقى المحافظات فاسأل عنها الإثنين حتى تستطيع شراءها.
فأنا لم أكذب خبرا وبدأت فى البحث عنها يوم الإثنين فى القاهرة وأخى فى الغربية. الغريب أن أكشاك التوزيع لا تعرف موعد صدور المجلة أو لا تسمع بها.. وقضيت وقتا طويلا فى الشرح حتى أحاول أن أشرح للرجل أنها طبعت يوم 21/12 واليوم ٢٢ فكيف نفدت من السوق، هنا دخلت معه فى متاهة وحزنت على الجهل الذى أصاب أكشاك توزيع الجرائد والمجلات، وعدت بذاكرتى إلى الماضى عندما كنت أقف بجانب بعض الموزعين فى بلدتى وهو من أول وهلة لقدومك يبدأ فى تحضير ما تقرأه، وعندما تسأله عن شيء هو حاضر بالجواب بأن الكمية التى وزعت صغيرة وآه آه لو كنت مدعى قراءة وسألته عن شيء لم يكن موعد صدوره تجده يلقى عليك محاضرة بمواعيد صدور كل جريدة ومجلة، وكنت أفرح عندما أشاهد النقاش الدائر بينه وبين مراقب التوزيع لأى إصدار وهو يسأله عن عدد النسخ المباعة هل ارتفع أم قل، فإذا كانت النتيجة بالنقصان تجده يقول له لقد اخطأت فى عرضها، ولو أعلمت الناس بها لوجدت اقبالا عليها.. تتابع انت الموقف وتدهش لحزن الرجل وهو لا يجد رواجا لسلعته.


وزاد حزنى كلما استغرقت فى البحث عن سلعتى مع جهل أكشاك التوزيع وقلت هل يعلم رؤساء تحرير الإصدارات الكم المباع منها وكم المرتجع، هل فكر مرة أن يسأل مدير التوزيع فى مؤسسته عن الكمية المباعة وما هى أسباب القصور، هناك ألف سؤال يسأل عنه لأن كل رئيس تحرير إصدار لو جلس فى مكتبه دون أن يعرف ما يدور حوله لوجد نفسه هو الوحيد الذى يقرأ ما يكتب فلا أحد يعرفه ولا يعرف اليوم الذى يخرج فيه للناس وما هى اهتمامات مجلته.
أرجوكم انقذوا هذه الصناعة حتى لا يأتى اليوم الذى نبكى فيه أطلالها.