نهار

كباش التحرير!!

عبلة الروينى
عبلة الروينى

نفى مصطفى الصغير مدير آثار الكرنك بالأقصر، أن التماثيل الأربعة لأبى الهول «برؤوس الكباش» المنقولة إلى ميدان التحرير بالقاهرة، لتوضع حول المسلة المنقولة أيضا من «صان الحجر» إلى التحرير... التماثيل ليست منزوعة من طريق الكباش الرئيسى، بين الكرنك الأقصر..وليست من الكباش الموضوعة أمام واجهة الكرنك... لكنها من التماثيل الموجودة خلف واجهة الكرنك على الجانبين!!..... وكانت عدد من تماثيل أخرى لكباش الكرنك، قد نقلت إلى المتحف الكبير بالجيزة!!..
وطريق الكباش الرابط بين معبد الكرنك ومعبد الأقصر «بامتداد ٣ كيلومترات» المعروف قديما «بالطريق المقدس» أو «طريق الألهة» كانت تحيطه ١٢٠٠ تمثال لأبى الهول، كما يقول خبراء الأثار.. «أبو الهول بجسد أسد ورأس كبش» فى معبد الكرنك، و«أبو الهول بجسد أسد ورأس إنسان» فى معبد الأقصر...ما تبقى من هذه التماثيل يشكل طريق الكباش الحالى...
ويبدو أن مسألة نقل الآثار من مكان إلى مكان، مسألة يراها المسئولون عادية ومشروعة!!...بينما نقل الأثر من مكانه الأصلي،هو تفريغ للمكان من هويته الحضارية، وتحريك لملامحه واعتداء على بيئته.. إضافة إلى خطورة نقل الأثر، من فك ونقل وتركيب «مهما تطورت أساليب وأدوات النقل»!!.... وبرغم أهمية تطوير ميدان التحرير، وإعادة إحيائه من جديد، واستعادة رونقه ومكانته الجمالية التاريخية.. يبقى السؤال.. ما علاقة الكباش «الفرعونية» بدلالتها الدينية القديمة «رأس الإله آمون» لتوضع فى ميدان التحرير، فى القاهرة الخديوية، التى بناها الخديو إسماعيل ١٨٦٤ وخططها «هوسمان» الذى خطط مدينة باريس، وشارك ٢٤ معماريا أوروبى فى بنائها، على طراز كلاسيكى وعصر النهضة؟!...ماعلاقة الكباش الفرعونية، بدلالات التحرير السياسية والثورية، منذ ثورة ١٩١٩ وتظاهرات الطلبة ١٩٧٢ حتى ثورة يناير ٢٠١١...!!