فى مشهد حسن الختام للعشرية الثانية من القرن الحالى تدخل بورسعيد عام 2020 وهى تتخطى مرحلة فاصلة فى تاريخها بعد أن أصبحت واحدة من نقاط الارتكاز العالمية فى جذب الاستثمارات كما دخلت الركب العالمى فى التنمية المحلية كأول محافظة طبقت منظومة التأمين الصحى الشامل والمدينة الرقمية وأول محافظة تخلصت من العشوائيات وتشهد أضخم مشروع فى تاريخها لتطوير وتجميل الشوارع والميادين التى أصبحت على النسق الأوروبي.
منذ أيام قليلة كانت بورسعيد على موعد مع واحد من أهم الأحداث التاريخية التى مرت بها بافتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسى لأنفاق بورسعيد وميناء شرق بورسعيد بعد تطويره والمنطقة الصناعية التى تعتبر أكبر منطقة من نوعها فى الشرق الأوسط، وقد أكدت تقارير البنك الدولى ومؤسسات اقتصادية عالمية أن منطقة شرق بورسعيد بموقعها فى منتصف أهم خط ملاحى تجارى فى العالم ينقل 60% من حجم التجارة العالمية بين شرق آسيا وغرب أوروبا تعد قاطرة التنمية للاقتصاد المصرى وقبلة للاستثمارات العالمية وتعد أنفاق بورسعيد المفتاح لاستغلال هذه المنطقة بعد أن أنهت عزلة سيناء وربطها بباقى انحاء الوطن وبالعالم الخارجى وهى تقع على مشارف الطريق الدولى الساحلى ومحور 30 يونيو وتعد الأنفاق العامل الأول فى تنمية محور قناة السويس وزيادة حركة الحاويات والبضائع بين موانئ مصر الشمالية وميناء شرق بورسعيد والذى أصبح بعد تطويره وزيادة أطوال الأرصفة به بمقدار 5.5 كم لتصبح 7.5 كم وهو أطول رصيف بحرى فى حوض البحر المتوسط وأصبح الميناء واحدًا من أهم 15 ميناء محوريا فى العالم والميناء الأسرع نموًا فى العالم.
ومن المنتظر أن تضم الأرصفة الجديدة 15 محطة متنوعة لتداول الحاويات والبضائع والمحطات اللوجستية وبدأت بالفعل بالتعاقد لأول محطة لتداول السيارات سيبدأ العمل فى إنشائها مع العام الجديد ويجاور الميناء المنطقة الصناعية الكبرى التى تقام على مساحة 60 مليون متر مربع، تبدأ المرحلة الأولى منها ب16 مليون متر مربع وتشهد منافسة كبيرة بين شركات الاستثمار العالمية لإقامة مشروعات بها وتم التعاقد على إقامة منطقة صناعية روسية على مساحة 2 مليون متر مربع يبدأ العمل فى إنشائها العام القادم.
وهناك 4 مشروعات ألمانية كبرى لصناعة السيارات والجرارات والمعدات الثقيلة ويضم ملف الهيئة الاقتصادية لمحور قناة السويس عشرات العروض جار دراستها للعمل والاستثمار فى المنطقة وهناك عرضان لرؤوس الأموال الوطنية من أبناء بورسعيد الأول لإقامة أول محطة من نوعها فى مصر لتموين السفن بالوقود والثانية مجمع مشترك بين شباب رجال الأعمال فى بورسعيد لإقامة أكبر مصنع من نوعه لصناعة الملابس الجاهزة ومن المنتظر أن توفر مشروعات المنطقة بأكملها أكثر من نصف مليون فرصة عمل.
وفى المقابل كانت الخطة تتسارع فى بورسعيد لتطويرها والنهوض بها فى مختلف المجالات لتواكب ما تم من تنمية فى شرق بورسعيد وتوجت هذه الجهود بهدية الرئيس عبد الفتاح السيسى باختيار المحافظة لتكون الأولى فى تطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل الذى يعد نقلة نوعية غير مسبوقة تدخل بها مصر مستوى الخدمات الصحية العالمية وبدأ التشغيل التجريبى للمنظومة فى أول يوليو الماضى وافتتحها رسميًا قبل أسبوعين الرئيس عبد الفتاح السيسى وأنفقت الدولة 11 مليار جنيه للتجهيز والإعداد لتشغيل المشروع والذى يضم 7 مستشفيات و28 مركز ووحدة صحية تم تجهيزها بأحدث المعدات والأجهزة الطبية وتخطى عدد المشتركين بالمشروع حتى الآن 540 ألف مشترك يمثلون 163 ألف أسرة.
وشهدت المنظومة إجراء عمليات جراحية كبرى لم تعرفها المحافظة من قبل مثل جراحات قلب الأطفال والمخ والأعصاب وتشوهات العظام وزرع القواقع وإصلاح عيوب الشبكية وتعمل بالمنظومة مجموعة من كبريات المراكز الطبية الخاصة فى مصر على رأسها مركز الدكتور مجدى يعقوب الخبير العالمى لجراحات القلب إضافة إلى مجموعة منتقاة من أطباء الأسرة تم تدريبهم بإنجلترا.
ويطل عام 2020 على بورسعيد وقد اصبحت المدينة الرقمية الأولى فى مصر أو المدينة الذكية بعد بدء تطبيق النظام الرقمى فى كافة المصالح والهيئات وأطلقت المحافظة المنصة الحكومية الخاصة بها لتقدم 177 خدمة متنوعة وتربط الشبكة الموحدة بين 366 مؤسسة وجهازا حكوميا وتنفرد بورسعيد بسرعة إنترنت ضعف المعمول بها فى محافظات مصر وتبلغ 40 ميجا بايت وودعت المحافظة مع المنظومة الجديد النظام الروتينى للعمل اليدوى واختفت من دواوين الحكومة بها العبارة الشهيرة «فوت علينا بكرة» حيث تؤدى الخدمات للمواطنين فى دقائق معدودة ومن أى مكان بواسطة التليفون المحمول وقضى النظام الجديد على أى محاولات للفساد أو الرشاوى لقضاء مصالح المواطنين وكذلك تمنع تجاوز القانون من قبل ضعاف النفوس.
وأنجزت بورسعيد فى العامين الماضيين بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسى واحدا من أهم المشاريع فى تاريخها بالقضاء على مختلف عشوائيات الإسكان بها وأصبحت أول محافظة فى مصر خالية تمامًا من العشوائيات بعد أن ظلت تعانى سلبياتها على مدى أكثر من أربعة عقود وتخلصت المحافظة من أكثر من 50 ألف عشة شوهت صورة المدينة وعطلت الكثير من المشروعات التنموية بها وأصبحت بورسعيد مع بداية عام 2019 خالية تمامًا من العشوائيات وبدأت المرحلة الثانية من تحديات إزالة عشوائيات الأسواق وإقامة أحدث سوق حضارى فى الشرق الأوسط لتجارة الأسماك ويفتتح قريبًا سوق مماثل له للخضراوات والفاكهة وجارى الإعداد لإقامة سوق ثالث للملابس الجاهزة والمستعمل وتحولت منطقة الأسواق العشوائية فى قلب المدينة إلى مركز تجارى وسياحى أو داون تاون بورسعيد وملقتى للزوار والضيوف.
كما استثمرت بورسعيد ما يقرب من 400 مليون جنيه لتنفيذ أكبر مشروع فى تاريخها لتطوير وتوسيع وتجميل الطرق والميادين.
