حكايات| كرامات «الشجرة العتيقة».. يسعى إليها المرضى وعشاق حلقات الذكر

الشجرة العتيقة
الشجرة العتيقة

على أعتابهم تقف الأجساد مسلوبة للروح التي هامت في أفلاكهم، وإلى رحابهم تهفوا القلوب وتقبل"، عبارات وأبيات وقصائد شعرية، لا يزال صداها يتردد هنا وهناك، يشدوا بها المريدين ممن تصوفت أرواحهم وقلوبهم، منذ أمد بعيد.


مقامات وأضرحة وأشجار مباركة، لا تخلو منها محافظة أو مدينة أو قرية، كان لها ولأصحابها تاريخ حافل في حياتهم، وكرامات خالدة، بعد أن ارتقوا إلى رحاب ربهم، لاسيما في صعيد مصر، الذي يأخذ فيه التصوف والصوفية منحنى آخر، يتسع فيه مقام الاعتقاد والتبجيل، لحد قد يرقي الي التقديس والقداسة عند بعض المريدين باختلاف مذاهبهم.


هنا في قرية الخرانقة التابعة لمركز قوص جنوبي قنا، شجرة كبيرة عتيقة عمرها تخطى المائتي عام، تتوسط القرية، تُعرف بشجر الشيخ أبو قلته، ولها أهمية كبيرة عند أهالي القرية، واتخذوها سبيلًا لعلاجهم من الأمراض الجلدية، وأيضًا مكانًا لحمايتهم من الأمطار، فضلًا عن إقامة حلقات الذكر أسفل جذوعها، ومكانًا يُعلم فيه الشيخ درويش أبناء القرية القرآن الكريم.

أهالي القرية يعتقدون أن للشجرة علامات وكرامات، تشفيهم من الأمراض خاصة الأمراض الجلدية، فمنهم من يرى أن للشجرة مكانة كبيرة لدى أبناء القرية والقرى المجاورة، فهي تقع في المنتصف، وبجوارها بئرًا من المياه، يذهب إليه المارة والأهالي للتزويد بالمياه المباركة - على حد قولهم.


من جهته، يروي محمد عبده، أحد أهالي القرية ذكرياته، قائلًا: "هذه الشجرة عتيقة منذ القدم، فعمرها تخطى المائتي عام، كنا نسمع أن أجدادنا، كانوا يحتمون بها في أثناء سقوط الأمطار، بسبب أن منازل القرية قديمة ومبينة من الطوب اللبن ومسقوفة بجذوع النخل، ومن هنا بدأت مكانتها عند المواطنين".

كما قال أحمد موسى "واعظ"، إن الشحرة شهدت العديد من الكرامات، خاصة أنها كانت مكانًا يقصده المحبين والمريدين، لعقد جلسات الذكر، منذ القدم وحتى الآن، فضلًا كونها مكانًا يتم تعليم الأطفال فيه حفظ القرآن الكريم وهو "كتاب الشيخ درويش".

ويلفت إلى أن الشيخ درويش، زرع الشجرة في البداية، ونمت بجوار البئر، وبعد ذلك أصبحت مزارًا لأهالي القرية، منهم من يستظل بظلها ومنهم من يقصدها لعلاج الأمراض الجلدية، التي نجحت بالفعل في علاجها.

أما محمد، أحد أحفاد الشيخ درويش، يروي كيفية علاج المرضى من الأمراض الجلدية، وهي أن يذهب المريض إلى الشجرة، ويضع مادتها الناتجة منها على مكان الإصابة، ويُشفى منها الأمراض بعد ذلك، وكثير من المرضى يقصدونها بعد أن شاهدوا بأعينهم شفاء آخرين من الأمراض بفضل مادتها الخام.