فى الصميم

قايد صالح

جـلال عـارف
جـلال عـارف

عاش أحمد قايد صالح عمره مناضلا فى صفوف ثورة التحرير الجزائرية، ثم جنديا فى جيش الاستقلال حتى وصل لقيادته. فى العام الأخير كان عليه ان يخوض التجربة الأهم والاصعب فى حياته مع اندلاع الحراك الشعبى، ومع انفتاح الأوضاع فى الجزائر الشقيق على كل الاحتمالات.
بضمير وطنى رفض قايد صالح كل المحاولات لوضع الجيش فى مواجهة الجماهير التى خرجت طلبا للتغيير وبحثا عن مستقبل تستحقه الجزائر. تعهد الرجل أن يحمى الحراك الشعبى مادام يحتفظ بسلميته ثم وضع الولاء للوطن وسلامته فوق كل اعتبار، وطلب من الجميع احترام الدستور. لتكون استقالة الرئيس الاسبق بوتفليقة بداية لطريق التغيير الصعب، ولمرحلة انتقالية حرص الجميع ـ رغم اختلاف الرؤى  ان تمر بسلام.
بالأمس رحل قايد صالح عن عالمنا لم يكن هناك فراغ فى السلطة ولا فوضى فى الشارع. المسافة الاكبر من رحلة الانتقال لجمهورية جديدة كان قد تم قطعها بأمان رغم كل الصعوبات.. الخلافات فى الرؤى السياسية موجودة، لكن الكل يدرك ان ما تم يمكن البناء عليه، وأن الحوار ضرورى لاستكمال التحول المطلوب.
كان لافتا الإجماع على تقدير دور قايد صالح حتى من الذين اختلفوا معه من داخل الحراك الشعبى. وكان مهماً أن يدرك الكل أن استكمال الطريق يتطلب التمسك بايجابيات عام التحول الكبير، وبالحفاظ على سلمية الحراك، وعلى أمن واستقرار الدولة، والالتزام بالدستور حتى يتم تعديله، وبالحوار المسئول حتى استكمال مهام المرحلة الانتقالية.
رحم الله قايد صالح، وكتب السلامة للجزائر الشقيقة العزيزة على قلوبنا جميعا.