فى الصميم

محاكمة دولية لمجرمى الحرب

جـلال عـارف
جـلال عـارف

انفتح الباب أمام المحاسبة الدولية لاسرائيل على جرائم الحرب التى تم ارتكابها ضد شعب فلسطين، رئىسة الادعاء العام فى المحكمة الجنائية الدولية أعلنت بدء  الإجراءات من أجل فتح تحقيق حول جرائم حرب محتملة تم ارتكابها فى الأراضى الفلسطينية. قالت المدعية العامة الدولية «فاتو بنسودا» أن الفحص الأولى لهذه الجرائم يتم منذ ٢٠١٥ وأنه أسفر عن معلومات كافية لبدء التحقيق.
وينتظر أن يبدأ التحقيق الرسمى خلال بضعة شهور بعد أن يحدد قضاة المحكمة الدولية المناطق التى يشملها التحقيق ويؤكدوا أنها تشمل قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية استجابة لطلب المدعية العامة الدولية، التى طلبت أيضا قراراً من المحكمة يسمح للضحايا المحتملينلجرائم اسرائيل أن يشاركوا فى الإجراءات.
تطور بالغ الأهمية ينهى سنوات من تصرف اسرائيل وكأنها قوة فوق القوانين الدولية، ويقينها الكامل بأنها تستطيع أن  ترتكب ما تشاء من جرائم ثم تفلت من العقاب الدولى فى حماية الانحياز الأمريكى الكامل لها.
لكن الأمر مازال فى بدايته، ويحتاج لجهد  هائل من الجانب الفلسطينى ودعم كامل من الدول العربية، وحشد متواصل للقوى الدولية التى مازالت  ـ فى مجملها ـ تناصر الحق الفلسطينى وتتمسك بالشرعية الدولية.
المعركة صعبة، لأن انتصار الشرعية الدولية يعنى مساءلة سلطة الاحتلال الاسرائيلى على كل الجرائم التى ارتكبت فى حق شعب فلسطين على مدى سنوات الاحتلال، وتقديم كل المسئولين عنها للعدالة الدولية ليحاكموا كمجرمى حرب.. وهو الامر الذى ستقاتل اسرائيل من أجل وضع العراقيل أمامه، وما أعلنت الولايات المتحدة انها ستتصدى له بحزم (!!) وهو أمر أتتوقع من الادارة الأمريكية التى عارضت على الدوام أى خطوة فلسطينية لمحاسبة اسرائيل امام المحكمة الدولية، ربما لانها تعرف أكثر من غيرها الجرائم التى تم ارتكابها، والآثار المترتبة لتقديم المسئولين عنها للمحاكمة الدولية كمجرمى حرب.
معنا الحق، ولدينا الخبراء القانونيون من أصحاب الخبرات العالمية، فلنوفر لهم الامكانيات والوثائق، ولنحشد الجهود لمحاكمة تنتصر لفلسطين.. وللانسانية.