الخروج عن الصمت

فريدة فى نوعها

محمد عبد الواحد
محمد عبد الواحد

بقلم / محمد عبد الواحد

كدت لا أعرف لها مسمى فهى غريبة فى نوعها هذه المرة أو كما نقول، نوع لم نعتد عليه من ذى قبل، فدائما ما كانت تأتى برشح وآلام بسيطة فى العظام، فعلى الفور كنت أعرفها لأنها حبيبتى أو معشوقتى التى تلازمنى صيفا وشتاء، إنها الأنفلونزا، فأنا لست فريدا من نوعى الذى أصاب بها ولكنها متلازمة مع تغير الفصول يعرفها كل المصريين فكما يعرفون الداء يعرفون دواءه، فكالعادة تجد الكل يقول لك عليك بالسوائل الدافئة، وياحبذا لو ليمون دافئ محلى بالعسل الأبيض، اوجنزبيل أو إلى آخره من قائمة السوائل حتى ترطب الحلق وتتسع الشعب فتستطيع التنفس مع يوم راحة وعلى الفور تقوم معافى إن شاء الله.
أما هذه المرة لا أعرف أين موطن الألم فكل عظامى تؤلمنى وكأنك طرقتها بمطرقة، حلقى جاف لا أكاد ابتلع ريقى من كثرة جفاف الحلق، أذناى كأنك وضعت بها مسامير، رأسى وكأن حجمه ووزنه زاد، جسدى بالنهار يرتعد وأنفى كالصنبور الذى يحتاج تركيب جلدة له حتى تمنع تساقط المياه منه، وفى صدرى ألم لا أعرف له موطنا إلا إذا سمعت خروشة من حولى فأدقق فيها فأجدها صوت صدرى، وإذا جن الليل ألجأ إلى ربى كى يزيح هذا الهم لأرى ضوء النهار ثانية هربا من المعاناة، فأنفى الذى كان بالنهار كصوت صنبور تتساقط منه المياه، أصبح كماسورة أصابها السدد فلا تجد لها تصريفا إلا زيادة فى ارتفاع الآلام بالأذن وأكاد أفتح فيهى عن آخره حتى أستطيع التنفس ولو راقبتنى أذن أحد تجده يقول لى ماذا بك، وتعلو رعدة الجسد مع ارتفاع حرارته، كل وصافات الأطباء اتبعتها ولم أترك لنفسى فرصة تفويت الوصفات البلدية حتى استعجل الشفاء، وكلما اتصلت بأحد من إخوتى أو أقاربى أو أصدقائى تجد نبرة صوته متغيرة فبسؤاله ماذا بك.. تجده يقول: دور غريب لم ينفع معه راحة ولا سوائل والعلاج تعدى المدة المسموحة التى أمر بها الطبيب. كل هذا يحدث ووزارة الصحة والساحة الإعلامية يشغلها الدفاع عن كون الميكروب شائعة، فإذا كان كما تقول الوزارة فماذا فعلت لتهدئة الناس وتوعيتهم وما هى نوعية الإرشادات التى يتبعها المواطن حتى لا تطول الفترة الزمنية أو كيفية توخى الحذر حتى لا يصاب أو يصيب غيره وما هى المادة الفعالة التى يجب على الأطباء صرفها حتى يقضى على الميكروب الفتاك الذى جعل الجبال تهزمها الرياح فما بالكم بالأطفال.